كشف وزير الطاقة الأردني خالد طوقان في مقابلة أجرتها معه «الحياة» أن الغاز المصري بدأ يعود تدريجاً إلى الأردن، مقترباً من الكميات التقليدية. وقال: «الثلثاء الماضي بدأت مصر تضخ إلى الأردن 70 مليون قدم مكعبة يومياً، وارتفعت الكمية الخميس إلى 125 مليون قدم مكعبة يومياً». ورجح وصول الكمية أمس إلى 35 مليون قدم مكعبة يومياً على أن تصل اليوم أو غداً إلى 200 مليون قدم مكعبة يومياً وهي تقريباً تعادل 85 في المئة من الكميات التي كانت تصل إلى المملكة قبل انقطاع الغاز المصري عنها بسبب انفجار تعرض له خط مصري للأنابيب قبل أسابيع. وأشار الوزير إلى أن 75 في المئة من الطاقة الكهربائية المولدة في الأردن كانت تعتمد على الغاز المصري قبل انقطاعه. وأضاف: «أعتقد أننا عندما نصل إلى 200 مليون قدم مكعبة يومياً، ستبلغ نسبة الطاقة في الأردن المولدة بالغاز المصري 70 في المئة». وعن كلفة هذا الغاز إلى الأردن، علماً أن انقطاعه دفع الأردن إلى استيراد زيوت ثقيلة بكلفة ثلاثة ملايين دولار يومياً، قال: «نشتري الغاز المصري بحسب الاتفاقات القائمة ووفقاً لأسعار محددة تساوي تقريباً نصف المبلغ الذي دفعناه في مقابل زيوت ثقيلة». وعن إستراتيجية الأردن بالنسبة إلى استهلاك الطاقة وإنتاجها قال طوقان: «وضع الأردن إستراتيجيته للطاقة للعقد الحالي والهدف أن نزيد أولاً الطاقة المولدة محلياً من خلال تقطير النفط من الصخر الزيتي، فنحن نتوسع في الاتفاقات المتعلقة بهذا المصدر إذ وقعنا اتفاقاً مع شركات إسبانية وبريطانية وألمانية. ونهدف إلى إنتاج 15 ألف برميل نفط يومياً خلال خمس سنوات بأسلوب التقطير السطحي، ما سيمكننا من إنتاج 300 ميغاوات من الكهرباء بحلول 2020». وأضاف: «لدينا اتفاق آخر مع شركة بريطانية ونستخدم تكنولوجيا ألمانية تهدف إلى إنتاج ما يقارب 10 آلاف برميل نفط يومياً والتوسع التدريجي في إنتاج النفط من الصخر الزيتي لنصل إلى 30 ألف برميل نفط يومياً. فمعدل استهلاك الأردن للنفط يومياً هو تقريباً 100 ألف برميل يومياً. نحن الآن نشتري مئة ألف برميل نفط يومياً من السعودية والعراق. ففي 2020 وبعد تطوير قطاع الصخر الزيتي سنصل إلى تغطية نحو 30 في المئة من احتياجاتنا من الطاقة أي 30 ألف برميل يومياً». وأكد طوقان أن الأردن يتوسع في استكشاف الغاز الطبيعي في الأراضي الأردنية، خصوصاً في شمال شرقه، مشيراً إلى وجود دراسات مع «بريتيش بتروليوم» للبحث عن مصادر جديدة للغاز الطبيعي، ومتوقعاً أن تظهر نتائج الدراسات خلال سنتين. وعن الطاقة النووية قال: «لدينا اتفاقات مع شركة أريفا الفرنسية لتحديد كميات مخزون اليورانيوم في منطقة وسط الأردن، وتشير تقارير أولية بالتأكيد إلى وجود كميات تجارية من اليورانيوم في هذه المنطقة ولا تزال الدراسات مستمرة». وقال: «نحن في طور استدراج عروض لبناء محطة الطاقة النووية من ثلاث شركات روسية وكندية وائتلاف بين ميتسوبيشي اليابانية وأريفا الفرنسية. ويُفترض الآن أن تقدم هذه الشركات عروضها في 30 حزيران (يونيو) المقبل». وشدد على أن المنطقة المخططة لبناء مفاعل نووي مستقرة زلزالياً وتقع الصحراء شرق المملكة. وقال: «سنستخدم المياه المعالجة من محطات الصرف الصحي وهو نموذج مستخدم في ولاية أريزونا الأميركية. ومع أحداث اليابان نريد التنبه أكثر إلى الأمن والسلامة ونحن مستمرون في المشروع وسنجري مزيداً من الدراسات».