يواجه الاردن تحدياً كبيراً في تأمين مصادر الطاقة كونه يفتقر إليها ويعتمد على استيراد 95 في المئة من احتياجاته من الدول المجاورة. وعلى رغم جهود الحكومة في عمليات التنقيب والبحث عن النفط والغاز، فإن كل ما اسفرت عنه هذه الجهود، العثور على كميات متواضعه وغير تجارية من النفط في حقل حمزة، واكتشاف كميات من الغاز الطبيعي في حقل الريشة الغازي تُستغل في توليد الطاقة الكهربائية. ويقول مدير مديرية التخطيط في وزارة الطاقة والثروة المعدنية والناطق الإعلامي المهندس محمود العيص، إن المصادر المحلية للطاقة في الأردن تساهم بنسبة 3 في المئة من احتياجاته. وأضاف أن الأردن لم يستطع أن يستورد الطاقة الكهربائية من مصر، خلال موجة الحر التي شهدها في آب (أغسطس) الماضي، كون مصر عانت من موجة الحر ذاتها. المشاريع المستقبلية وعرض العيص أن الاردن يدرس خيارات التنوع في استيراد الغاز الطبيعي من الدول المجاورة، وهو يعول على مشروع تطوير حقل الريشة الاردني، وإنتاجه اليومي نحو 20 مليون قدم مكعبة من الغاز، ما يساهم في إنتاج 4 في المئة من الطاقة المولدة في الاردن، وتشارك «بريتش بترولويم» البريطانية مع الحكومه الاردنيه في تطوير الحقل. ويمتلك الأردن كميات ضخمة من الصخر الزيتي، إذ توافرت قناعة بإمكان استغلاله تجارياً بالحرق المباشر لتوليد الطاقة الكهربائية، او التقطير لإنتاج النفط الخام، ما حدا بالحكومة الى تبني استراتيجية لتسويق الصخر الزيتي واستقدام شركات عالمية مهتمة لاستغلاله، ووقعت 8 مذكرات تفاهم مع الشركات لاستغلال الصخر الزيتي السطحي لإنتاج النفط، واتفاقية مع شركة «ايستي انيرجي» الاستونية لاستغلال الصخر الزيتي لتوليد الكهرباء بالحرق المباشر، وتبني محطة لتوليد طاقه كهربائية تعمل بتكنولوجيا الحرق المباشر بقدرة 600 - 900 ميغاواط، تنتج تجارياً عام 2015. وتعمل وزارة الطاقة والثروة المعدنية ضمن سياسات وبرامج تضمن تأمين الطاقه الكهربائية في شكل دائم، لتلبية الطلب المستقبلي على الكهرباء. اهم هذه المشاريع محطة السمراء لتوليد الكهرباء، ومشروع التوليد الخاص الاول/شرق عمان-المناخر ومشروع التوليد الخاص الثاني للكهرباء-القطرانة، وتغطي السمراء والقطرانة نحو 700 ميغاواط. وسيطرح عطاء بناء محطة جديدة بقدرة 500 ميغاواط لتبدأ الانتاج عام 2013. ومن اهم مشاريع الربط الكهربائي، مشروع الربط الثماني الذي يهدف الى ربط الشبكات الكهربائية بين مصر والعراق والاردن ولبنان وليبيا وفلسطين وسورية وتركيا، إلى مشاريع قيد التنفيذ ومشاريع مخطط لها مستقبلاً. حصة الفرد والتوزيع واستهلك الأردن 11956 جيغاوات/ساعة خلال 2009 مقارنة مع 11509 خلال 2008 بزيادة 3.9 في المئة، وبلغ متوسط استهلاك الفرد من الكهرباء 2427 كيلوات/ساعة. وتوزع استهلاك الطاقة الكهربائية عام 2009 بين 40.9 في المئة للاستهلاك المنزلي و 25.1 في المئة للصناعة و16.6 في المئة للتجارة و18.8 في المئة لضخ المياه و 2.5 في المئة لإنارة الشوارع. انقطاع التيار وشهد الاردن في آب (أغسطس) الماضي زيادة في الطلب على الطاقة الكهربائية الى مستويات عالية نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، ما أدى الى ارتفاع الاحمال الكهربائية، وتراجعت القدرة التوليدية للمحطات من 2600 جيغاواط الى اقل من 2300 جيغاواط، اي بعجز قدره 350 جيغاواط، واضطرت شركة الكهرباء الوطنية للجوء الى اطفاءات مبرمجة نفذتها خلال ساعات الذروة ولفترات متكررة، شملت مناطق المملكة، ما أحدث إرباكاً كبيراً بخاصة في برامج توزيع المياه حيث سجل الحمل الاقصى للنظام الكهربائي 2650 ميغاواط بنمو 15 في المئة. الطاقة النووية ويعتبر البرنامج النووي الاردني الخيار الاستراتيجي لطاقة المستقبل في البلاد، بحيث يكون قادراً على اعطاء الاردن الاستقلالية في توليد طاقة كهربائية اقتصادية ومستقرة لمواجهة التحديات الصعبة المتمثلة بقلة مصادر الطاقة المحلية وازدياد الطلب عليها في ضوء الارتفاع المتزايد في اسعارها والكلفة المرتفعة لاستيرادها، اضافة إلى شح مصادر المياه وبخاصة مياه الشرب. وأُنشئت هيئة الطاقة الذرية الاردنية لنقل الاستخدامات السلمية للطاقة النووية وتكنولوجيا الاشعاع الى الاردن، وتطوير استخدامها وإدارتها وبناء المشاريع الاستثمارية في مجالات توليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه والمجالات الزراعية والطبية والصناعيه. وواصلت هيئة الطاقة الذرية الاردنية العمل على تنفيذ خطوات انشاء اول محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالطاقة النووية، بقدرة توليدية من 700 -1000 ميغاواط. ويتوقع البدء بإنتاج اليورانيوم من مخزونات الأردن الغنية به، خلال عام 2012، ويتوقع البدء بتوليد الطاقة الكهربائية من الطاقة النووية عام 2018. وتابعت الهيئة الإجراءات التحضيرية لمشروع محطة الطاقة النووية لتوليد الكهرباء وتحلية المياه، اذ يتوقع على المدى البعيد، توليد 2000 ميغاواط من الكهرباء باستخدام المفاعلات النووية.