قال رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، إن «أحداً في لبنان لم يعد يطيق أن يسمع أن كل من يريد لبلدنا دولة واحدة قوية هو خائن عميل أو منخرط في مشروع انعزالي». وأعلن في مهرجان خطابي أمس شارك فيه أكثر من 70 ألفاً من أنصاره في حشد غير مسبوق في مدينة طرابلس الشمالية، «انكم لن تدعوا الاستقواء بالسلاح يقرر مصير وطنكم ويكرس وصاية السلاح ويلغي العدالة ويطمس الحقيقة وينقل لبنان الى محور إقليمي لا هدف له إلا الاضطرابات وتغيير روح ميثاقنا الوطني في الطائف». وجاء كلام الحريري خلال جولته في الشمال في وقت ما زالت محاولة تشكيل الحكومة برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي (مسقطه في طرابلس) الذي سمّته الأكثرية الجديدة وخصوم الحريري بعد إسقاط حكومته، تتعثر منذ حوالى 52 يوماً. وشكر الحريري لأهالي طرابلس والشمال مشاركتهم في الحشد الشعبي الذي كانت «قوى 14 آذار» دعت اليه في بيروت الأحد الماضي. وقال إن «كل المناصب والألقاب لا تساوي عندي كرامة أهلي وكرامة وطني وكرامة طرابلس والشمال». ورأى ان «غلبة السلاح هي التي تصنع الفتنة. نحن أمام خيارين، الدولة أو وصاية السلاح، ولا شيء ينقذنا إلا الدولة». وكانت مصادر مواكبة لاتصالات تأليف الحكومة العتيدة أشارت الى ان الاجتماع الأخير بين ميقاتي وبين حركة «أمل» و «حزب الله» و «التيار الوطني الحر» للبحث في مطالب زعيم التيار العماد ميشال عون وحصته في الحكومة، أعادت الأمور الى النقطة الصفر. من جهة ثانية، أنهت البطريركية المارونية أمس استقبال المهنئين بانتخاب البطريرك بشارة الراعي على رأس الكنيسة المارونية، الذي تميز مهنئوه بزيارة وفد من «حزب الله» برئاسة رئيس كتلته النيابية محمد رعد، كذلك وفد من وزارة الأوقاف في سورية، جدد له الدعوة المفتوحة الى زيارتها. وقال البطريرك الراعي إن موضوع السلاح لم يطرح بينه وبين وفد «حزب الله» «لأن كل الأمور الخلافية تُحل بالحوار»، آملاً «باستمرار التواصل والانطلاق الى الأمام باحترام كبير لدماء كل شهداء لبنان الرسالة الذي هو أمانة في أعناقنا جميعاً». وأوضح البطريرك الراعي أنه سيقوم بزيارة «راعوية وليست سياسية لسورية هذه السنة، وسنطلب لقاء المسؤولين فيها... ونطرح فيها الهواجس المشتركة، لكن نترك للدولة اللبنانية والدولة السورية معالجة الشؤون السياسية».