عادت المشاحنات بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته ريكس تيلرسون إلى العلن مجدداً اليوم (الثلثاء)، مع اقتراح ترامب مقارنة نتائج اختبار الذكاء (آي كيو) لكل منهما. وعلى رغم نفيه علناً تقارير تشير إلى أن تيلرسون نعته «بالأبله»، فإن الرئيس الأميركي أشعل الجدل مرة أخرى، مجدداً الشكوك حول مستقبل تيلرسون على رأس الديبلوماسية الأميركية. وفي مسعى للتأكيد بأنه أذكى من وزير خارجيته، اقترح ترامب إجراء اختبار ذكاء لكليهما. وقال ترامب لمجلة «فوربس» في كلامه عن المزاعم حول إهانة تيلرسون له: «اعتقد أنها أخبار غير صحيحة، لكن لو كان قال ذلك، أظن أن علينا مقارنة (نتائج) اختبار الذكاء، ويمكنني أن أقول لكم من الذي سيربح». وتم نشر المقابلة قبل ساعات من اجتماع الرجلين في البيت الأبيض لتناول الغداء مع وزير الدفاع جيمس ماتيس. وقبل الاجتماع المرتقب، أكد ترامب أنه لا يزال يثق في وزير خارجيته، قائلاً: «لا أؤمن بتقويض الناس». وأشارت مصادر في البيت الأبيض إلى أن عدم نفي تيلرسون مباشرة تقرير شبكة «ان بي سي نيوز» بأنه وصف ترامب «بالأبله» بعد اجتماع في مقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في تموز (يوليو) الفائت، أجج الخلاف بين الرجلين. ومنذ ذلك الحين، يحاول الأمين العام للبيت الأبيض جون كيلي التعتيم على الأزمة بشتى الطرق، لكن تغريدات ترامب وتصريحاته الشائكة الأخيرة أحبطت محاولته. وبعد ظهور التقرير، وبخ ترامب وزير خارجيته تيلرسون على تويتر «لاضاعته وقته» في محاولة للتفاوض مع كوريا الشمالية. وأحيا توبيخ ترامب لتيلرسون إشاعات تشير إلى عدم ارتياح تيلرسون في منصبه، لكن الأخير يصر على أنه ليس لديه النية للاستقالة. وفي واشنطن، ينظر إلى تيلرسون وماتيس وكيلي ورئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال جوزيف دانفورد، كحلقة عازلة تحتوي جموح الرئيس الاميركي المندفع. وعمل كيلي على تنظيم تدفق المعلومات التي تصل مكتب ترامب وفرض هيكل لصناعة القرار كان غائباً في الأيام الأولى للإدارة الأميركية الحالية. لكن ترامب تعرض لنقد علني حاد، جاء هذه المرة من معسكره الجمهوري، إذ قال السناتور الأميركي بوب كوركر، الممثل النافذ للأكثرية الجمهورية، إنه «من المعيب أن يتحول البيت الأبيض إلى دار لرعاية البالغين». وكوركر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ جمهوري معتدل كان من داعمي ترامب قبل أن يتحول إلى أحد أبرز منتقديه. وإذا ما رحل تيلرسون من منصبه، فإن ذلك سيشكل ضربة قوية لأولئك الساعين لضبط أداء ترامب ومنع ما وصفه كوركر بوضعه الولاياتالمتحدة على «مسار حرب عالمية ثالثة». وسيكون رحيل تيلرسون أمراً سيئاً جداً وفي وقت حساس للغاية ديبلوماسيا، إذ إن ترامب على وشك فتح مواجهة مع إيران بالتشكيك في الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع الدول الست الكبرى، كما يبدو مصمماً على تصعيد التوتر مع كوريا الشمالية. ومن المتوقع ان يلعب تيلرسون دورا رئيسيا في الاعداد لزيارة ترامب الهامة والطويلة لآسيا الشهر المقبل، والتي ستشهد زيارة الرئيس الأميركي اليابان، وكوريا الجنوبية، والصين، وفيتنام، والفيلييين.