لم تعد إسرائيل تكتفي بتسريبات عن موقفها المعارض قيام السلطة الفلسطينية بمصالحة مع حركة «حماس»، بل شرعت في شكل رسميّ أخيراً في حملة ديبلوماسية دولية ضد الرئيس محمود عباس (أبو مازن) تهدف إلى ثنيه عن إقامة حكومة توافق وطني بمشاركة «حماس» بداعي أن تشكيلها يعرقل عملية السلام. وأفادت تقارير صحافية أن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو توجَّه عبر مستشاريه للولايات المتحدة ودول مركزية في أوروبا بطلب أن تمارس ضغوطاً على عباس لعدم تشكيل مثل هذه الحكومة، مضيفة أن نتانياهو يعتزم طرح هذه المسألة في اللقاءات المرتقبة له قريباً مع عدد من زعماء العالم. ورفضت مصادر في مكتب نتانياهو الرد على سؤال هل سترد إسرائيل على تشكيل حكومة وحدة فلسطينية بإعلان عقوبات على السلطة الفلسطينية أو بوقف التعاون الأمني معها. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مستشاري نتانياهو قولهم إن الجهد الإسرائيلي سينصبّ قريباً في المستوى الديبلوماسي. وأضاف أحدهم للصحيفة إن إسرائيل «ستطالب المجتمع الدولي بأن يوضح للفلسطينيين بأن إقامة حكومة وحدة مع حماس ستكون خطوة تنمّ عن عدم رغبة في مواصلة عملية السلام». وكان نتانياهو قال في مقابلة مع شبكة «سي. إن. إن» الأميركية مساء أول من أمس تناولت مسائل مختلفة بينها ملف التفاوض مع الفلسطينيين: «اليوم يتحدثون عن وحدة وطنية مع حماس التي تدعو إلى القضاء على إسرائيل، فكيف يمكن أن يكون (الرئيس الفلسطيني) يؤيد السلام مع إسرائيل وفي الوقت ذاته يؤيد السلام مع حماس التي تريد القضاء علينا؟ ... هل يمكنكم (أنتم الأميركيين) أن تتخيلوا إبرام اتفاق سلام مع القاعدة؟ طبعاً لا». وأضاف إن إسرائيل لن تكون قادرة على التفاوض مع أي إدارة فلسطينية تضم «حماس» قائلاً: «على ماذا سأتفاوض معهم؟ الطريقة التي سيقطعون بها رؤوسنا؟، طريقة إبادتنا؟ بالطبع لا. أي دولة ستتخذ إجراءات ضد أي شخص يعمل لمحوها». إلى ذلك، يجتمع نتانياهو الخميس المقبل في موسكو مع الرئيس ديمتري مدفيديف ورئيس حكومته فلاديمير بوتين. وأفاد مصدر حكومي أن اجتماعات نتانياهو مع القادة الروس ستتناول سباق التسلح في الشرق الأوسط «الذي تلعب روسيا دوراً كبيراً فيه». وتوقع أن يكرر نتانياهو طلبه من روسيا عدم تزويد سورية أسلحة وعتاداً متطوراً. ومن المقرر أن يزور نتانياهو مطلع الشهر المقبل برلين حيث يلتقي المستشارة الألمانية أنجيلا مركل. واعتبرت أوساط نتانياهو دعوة الاجتماع المقبل «مصالحة» بينهما بعد أنباء عن استياء المستشارة من نتانياهو على خلفية عدم إيفائه بالتعهدات في ما يتعلق بتحريك المفاوضات مع الفلسطينيين. من جهة أخرى، اعلن مكتب الناطق العسكري في بيان أن اغلاق الضفة الغربية بسبب عيد المساخر اليهودي، دخل حيز التنفيذ ليل الخميس - الجمعة، وسيرفع في الدقيقة الأخيرة من ليل الاثنين - الثلثاء، مضيفاً انه سيتم فقط قبول الحالات الطبية والإنسانية الطارئة.