قتل 40 شخصاً على الأقل بتفجير انتحاري استهدف مسجداً خلال اداء صلاة الجمعة في قرية هاياغاي شركاي، في إقليم دير العليا شمال غربي باكستان غير البعيد من إقليم وادي سوات، حيث يشن الجيش منذ شهر ونصف الشهر هجوماً واسعاً على مسلحي حركة «طالبان» المتحالفين مع تنظيم «القاعدة». وكشف عاطف الرحمن، ممثل الحكومة في الإقليم الذي يناهض غالبية «طالبان»، ان الانتحاري حاول التسلل بين المصلين قبل بدء صلاة الجمعة، حين تنبه حراس الى سلوكه المشبوه، وحاولوا منعه من الاختلاط بالحشد، لكنه سارع الى تفجير قنبلته. والهجوم الانتحاري هو الثاني الذي يُشن في موقع لمسجد خلال شهرين، بعد تفجير في مسجد بلدة جمرود المجاورة لثكنة تابعة لحرس الحدود في 27 آذار (مارس) الماضي، حين قتل أكثر من 50 مصلياً. وكانت مناطق دير العليا والسفلى أو سوات خلت من أعمال عنف طائفية في السنوات القليلة الماضية، ما يرجح اتهام السلطات متمردي «طالبان» بالوقوف خلف الاعتداء، خصوصاً انهم هددوا بتكثيف عملياتهم، رداً على الهجوم الذي يشنه الجيش ضد مقاتلي الحركة منذ 26 نيسان (إبريل) الماضي. وأكد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني ان هذه الحوادث لن تثني الحكومة عن إزالة «بلاء الإرهاب من البلاد»، في وقت اعلن وزير الداخلية مالك رحمن ان الشرطة اعتقلت أمس، أربعة انتحاريين في العاصمة إسلام آباد ومدينة روالبندي المجاورة. وفيما تزداد معاناة النازحين في مخيمات الإيواء التي أنشأتها السلطات، وتذمرهم من الوضع الصحي والإنساني الصعب وقلة المساعدات الحكومية، زاد الوضع صعوبة إلقاء مروحيات تابعة للجيش منشورات تطالب باقي سكان ست قرى محيطة بمدينة مينغورا، الأكبر في سوات والتي سيطرت عليها القوات الحكومية الأسبوع الماضي، بمغادرة منازلهم لتفتيشها بحثاً عن مسلحين. وأكد مسؤولون اقليميون ان السكان استجابوا طلب الجيش في شكل كثيف، ما يرجح تفاقم «الكارثة الإنسانية» الناتجة من نزوح 2.5 مليون مدني خلال ستة أسابيع من المعارك، بحسب تقديرات الأممالمتحدة والحكومة. وفي سياق المواجهات، قتل أربعة جنود بانفجار قنبلة لدى مرور باص عسكري في إقليمجنوب وزيرستان الذي يعتقد خبراء بأنه سيكون هدف العمليات المقبلة للجيش ضد المسلحين، بعد فشل كل الوساطات التي تولاها شيوخ القبائل في المنطقة. في غضون ذلك، أعلن المبعوث الأميركي الخاص الى أفغانستانوباكستان ريتشارد هولبروك، دعم بلاده عمليات الجيش الباكستاني في سوات ومناطق القبائل المحاذية لأفغانستان، مشدداً على أن المهمة الرئيسية الحالية تتمثل في إعادة النازحين الى ديارهم «ما يتطلب امناً ومساعدة من باقي المجتمع الدولي». وتوقع هولبروك تدفق عدد «كبير» من مقاتلي «طالبان» الى باكستان مع وصول عشرين ألف جندي أميركي الى جنوبأفغانستان وشرقها هذا الصيف. وقال: «حصل ذلك عام 2002، لذا يجب تعزيز التعاون بين قوات الحلف الأطلسي (ناتو) والقوات الأميركية والباكستانية لتفادي تكرار الأمر». وطالب جيلاني بعد لقائه هولبروك الولاياتالمتحدة بشطب ديون باكستان التي بلغت 1.55 بليون دولار نهاية آذار الماضي، مشدداً على ضرورة تسريع واشنطن توريد معدات حربية لبلاده. وكان هولبروك صرح سابقاً بأن الولاياتالمتحدة تهدف الى منح باكستان 200 مليون دولار، تضاف الى 100 مليون تعهدت بها لمساعدة النازحين من سوات.