طال الدور المصري الإقليمي بسبب سياسات الحزب (الوطني) الحاكم، وتجاهل القضايا العربية والإقليمية والدولية التي تخص مصر والانكفاء على حفظ الحد الأدنى من بيانات هنا وهناك في مناسبات متفرقة وترك الساحة السياسية أمام الخصوم في مباراة لا تكاد تنتهي إلا بالخسارة السياسية المصرية في كل جولة من جولاتها وبالتالي انعكاساتها على الوضع العربي برمته. والمناسبات كثيرة وهي احتاجت الى مواقف سياسية حازمة يحفظها التاريخ والشعوب، وتدلل على قيادة حكيمة لبلد بحجم مصر ومكانتها التاريخية ودورها الإقليمي في المنطقة العربية. حرب غزة أبسط الأمثلة على طعن الأمة العربية في خاصرتها، بل طعن مصر شعباً ومكانةً يتضاءل دورها ويختفي تأثيرها. ما يحدث اليوم في ليبيا الشقيقة بعد نجاح الثورة المصرية، يحتاج إلى أن تدرك القيادة الجديدة ومجلسها العسكري أن الطريق بات معبّداً ليعاد الدور المصري الإقليمي إلى مكانته ودوره الحقيقي، ولا ينبغي علينا كعرب انتظار مساندة أميركية وأوروبية في إنهاء المجازر التي ترتكب في حق الشعب الليبي في كل يوم بل في كل ساعة تمر من دون حراك حقيقي من دولنا العربية في شكل عام ومصر في شكل خاص، التي هي العمق العربي الذي يجب أن يكون المدافع الأول عن الشعوب المقهورة، فالجيش المصري جيش منظم ومدرب ومسلح في شكل جيد وفي مقدوره أن يكون حارساً لهذا الشعب بل لشعوب المنطقة بأسرها. إن الظروف مواتية تماماً لعودة مصرية إلى دور إقليمي يعيد اليها هيبتها ومكانتها، كما يعيد الى المنطقة توازناً جديداً يوقف التغول الواقع في تدخلات خارجية في أمورنا العربية.