فاز الدكتور محمد مرسي كأول رئيس مصري بعد الثورة التي أطاحت بحسني مبارك في 11 فبراير 2011 حسبما أعلن رئيس لجنة الانتخابات الرئاسية، وقد أشاد محمد مرسي بدور القضاء والجيش في حماية العملية الديموقراطية في مصر متعهدا بالحفاظ على معاهدات مصر الدولية مشددا على أهمية إقامة علاقات متوازنة مع دول العالم، وقد دعا الرئيس الجديد الشعب المصري إلى تقوية الوحدة الوطنية للخروج من المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد. وقال بعد فوزه (إنني في هذه اللحظة التاريخية أدعو الشعب المصري العظيم إلى تقوية وحدتنا الوطنية وتمتين الأواصر بيننا وتقوية وحدتنا الوطنية الشاملة). السؤال الذي يتبادر للذهن الآن.. هل سوف يُسلم العسكر السلطة بشكل حقيقي للرئيس المنتخب من قبل الشعب؟ أم إنه ستبقى وزارات الدفاع والداخلية والعدل بيد العسكر، وإلى أين ستتجه سياسة أرض الكنانة في الداخل والخارج؟ هذا الفوز سوف يترتب عليه الكثير من التغيير سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ودينيا وفنيا بل ستتغير مصر رأسا على عقب وهي الآن على مفترق طرق، مصر التاريخ والجغرافيا والحضارة تمتلك رصيدا تاريخيا حضاريا مميزا على مر السنين التي تعاقبت فيها الحضارات على مصر: الفرعونية، واليونانية - الرومانية، والقبطية، والإسلامية، لبنات تراكمت تباعا لتشيد صرحا متماسكا من أنماط الفكر والآداب والفنون. نأمل أن يعود لمصر الحبيبة دورها ومكانتها العربية في ظل هذه القيادة الجديدة وأسأل الله أن يتحقق كل ما يصبو إليه المصريون بصفة خاصة والأمة العربية والإسلامية بصفة عامة، وأن تستعيد دورها المحوري، والاستراتيجي، في العالم العربي والمنطقة بكاملها، وعلى الرئيس الجديد مسؤوليات عظام أعانه الله عليها ومن أهمها إعادة اللحمة لشعب مصر بكامله وبمختلف مشاربه وطوائفه ورؤاه السياسية. مصر لكل المصريين يجب أن تكون هناك لحمة وطنية تلتف حول القيادة والجيش لانتشال مصر من المأزق الذي يمكن أن يتأزم بسبب التدخلات الخارجية والضغوط السياسية والاقتصادية، مصر لها دور كبير يجب أن تقوم به مع بقية شقيقاتها الدول العربية أسأل الله التوفيق والاستقرار لمصر.