كشف ديبلوماسيون ومسؤولون حكوميون في واشنطن ورانغون وأوروبا أن الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة يفكران، بين خيارات عدة، في فرض عقوبات محددة تستهدف قادة عسكريين في ميانمار، بسبب الهجوم الذي أخرج منذ 25 آب (أغسطس) الماضي أكثر من نصف مليون من الروهينغا المسلمين من البلاد. وأشار هؤلاء إلى أن أي شيء لم يتقرر حتى الآن، وإلى أن واشنطن وبروكسيل قد تقرران عدم تنفيذ هذا الخيار حالياً. وأوضحوا أيضاً أنه يتمبحث زيادة المساعدات لولاية راخين غرب ميانمار، حيث مسرح أعمال العنف، في حين لم يرضَ أي منهم بديلاً لقيادة أونغ سان سو تشي حكومة ميانمار، على رغم أن الانتقادات الخارجية تتركز عليها في شأن أزمة الروهينغا، لكنها لا تملك فعلياً أي سيطرة على الجيش الذي يملك صلاحيات كبيرة بموجب الدستور الذي صاغه جنرالاته. ويبحث مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في 16 الشهر الجاري مشكلة ميانمار، لكن المسؤولين لا يتوقعون أي خطوة في مسار العقوبات قريباً. وأفاد مسؤولان أميركيان مطلعان على مداولات إدارة الرئيس دونالد ترامب في شأن ميانمار بأن المناقشات تشمل فرض عقوبات على القائد العام مين أونغ هلاينغ وجنرالات، إضافة إلى قادة في ميليشيات براخين متهمة بحرق قرى الروهينغا. ويرجح أن تشمل هذه العقوبات تجميد أرصدة الضباط في الولاياتالمتحدة وحظر سفرهم إليها، ومنع الأميركيين من التعامل معهم. لكن الديبلوماسيين الغربيين جميعهم يعترفون بأن سلطتهم محدودة، إذ إن استثمارات الولاياتالمتحدة وأوروبا وتعاونهما مع الجيش في ميانمار ضئيل مقارنة بالصين التي تحسنت علاقاتها مع ميانمار منذ أن تولت سو تشي الحكم قبل 18 شهراً. كما أنهم يخشون الإضرار باقتصاد ميانمار، أو زعزعة العلاقات المتوترة فعلاً بين سو تشي والجيش. على صعيد آخر، غرق 12 من لاجئي الروهينغا على الأقل معظمهم أطفال وفُقد عشرات منهم بانقلاب قاربهم المثقل بنقل بين 60 ومئة شخص قبالة سواحل بنغلادش. وغرق حوالى 150 من الروهينغا، العديد منهم أطفال، أثناء محاولتهم الوصول إلى بنغلادش في قوارب صيد صغيرة ومهترئة يشير حرس الحدود إلى أنها غير مناسبة لعبور بحار مضطربة في المنطقة. ونهاية الشهر الماضي، غرق أكثر من 60 لاجئاً لدى انقلاب مركب أقلهم من ميانمار بسبب الأجواء العاصفة في خليج البنغال. وأفاد سكان قرى في شاه بورير دويب، حيث تصل معظم قوارب اللاجئين، بأن الروهينغا «باتوا يسافرون أكثر خلال الليل لتجنب الرقابة المشددة في الجانب البنغلادشي من الحدود، ما يجعل الرحلة أكثر خطورة». والأسبوع الماضي، دمر حرس الحدود في بنغلادش 30 قارب صيد خشبياً على الأقل، وسط تنامي المخاوف من أن أزمة اللاجئين تُستغل لتغطية تهريب مخدر «ميتامفيتامين».