تعرض تنظيم «داعش» إلى هزيمة مزدوجة في سورية أمس، إذ حققت «قوات سورية الديموقراطية» تقدماً كبيراً ضد التنظيم في الرقة وأجبرته على الانسحاب من خمس بلدات، كما مُني «داعش» بخسائر كبيرة وانهيار على ضفاف الفرات الغربية بدير الزور أمام القوات النظامية التي سيطرت على نحو 100 كيلومتر مربع على امتداد الضفة الغربية ووصلت إلى حدود الرقة. وتواصل القصف الروسي - السوري العنيف ضد «هيئة تحرير الشام»، التي تنضوي تحتها «جبهة النصرة» في ريفي حماة وإدلب. وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن سلاح الجو الروسي قتل نحو 850 إرهابياً في منطقة «خفض التوتر» في إدلب في الساعات الأربع والعشرين الماضية. كما قُتل ثلاثة جنود روس خلال اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية و «داعش» في دير الزور (للمزيد). وأفادت «سورية الديموقراطية» في بيان أمس، بأن حملتها لانتزاع السيطرة على الرقة من «داعش» باتت في «المراحل النهائية». وأوضحت أنها فتحت جبهة جديدة ضد التنظيم على المشارف الشمالية للرقة، ووصفت ذلك بأنه «جزء من ملامح الخطة العسكرية العامة لتحرير الرقة بأقل الخسائر ونعتبرها من تفاصيل المراحل النهائية لحملة غضب الفرات». وزادت أن الهجوم أفقد عناصر التنظيم «مبادرة المناورة وبعثر قواهم». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الضربات الجوية المكثفة للتحالف الدولي، أجبرت «داعش» على الانسحاب من خمسة أحياء على الأقل في المدينة ليصبح 90 في المئة من مساحة الرقة تحت سيطرة «قوات سورية الديموقراطية». وأوضح أن العقبة الرئيسية أمام «سورية الديموقراطية» لا تزال الألغام الكثيرة في المنطقة. ولم يعد «داعش»، وفق «المرصد»، وتحت كثافة الضربات الجوية للتحالف الدولي، «قادراً على إسعاف جرحاه، ما دفع عناصره إلى الانسحاب نحو مناطق في وسط المدينة يعتقدون أنها آمنة حتى هذه اللحظة». وقدر مسؤول إعلامي في «سورية الديموقراطية» عدد عناصر التنظيم في الرقة بما بين 700 و1000 عنصر. وإضافة إلى خسائر «داعش» الكبيرة في الرقة، أفاد «المرصد» بأن التنظيم انهار على امتداد الضفة الغربية لنهر الفرات وانسحب باتجاه الرقة إثر مواجهات عنيفة منفصلة مع القوات النظامية وحلفائها. وذكر «المرصد» أن القوات النظامية مدعومة بطائرات روسية وسورية سيطرت على نحو 100 كيلومتر على امتداد الضفة الغربية من نهر الفرات، وتمكنت من الوصول إلى الحدود الإدارية مع الريف الشرقي للرقة. وكانت القوات النظامية عبرت إلى الضفة الشرقية من النهر الإثنين الماضي. وأثار لقاء حملة القوات النظامية مع عمليات «سورية الديموقراطية» التوتر بين الجانبين. وحذرت «سورية الديموقراطية» من مغبة أي تقدم آخر للقوات النظامية على الضفة الشرقية من النهر. ويتسابق الطرفان لدخول حقول النفط في دير الزور. وأفاد «المرصد» بأن حريقاً اندلع ليل الثلثاء في حقل غاز كونيكو واستمر حتى الصباح، بعدما أعلنت القوات النظامية تقدمها باتجاه الحقل. وكان عناصر «داعش» فروا من المنطقة، ما أثار شكوكاً في تورط عناصر من «سورية الديموقراطية» في الهجوم. وتواصلت الاشتباكات بين القوات النظامية و «داعش» على جبهات أخرى في دير الزور، وأفاد «المرصد» بمقتل 3 عسكريين روس في قرية مراط في ريف دير الزور الشرقي، وقال إن جثث الجنود موجودة «على الارجح» مع «داعش». ولم يؤكد الجيش الروسي النبأ. في موازاة ذلك، أفاد «المرصد» بأن الطيران الروسي والسوري نفذ أكثر من 336 غارة منذ فجر الثلثاء في ريفي إدلب وحماة ضد «هيئة تحرير الشام» وحلفائها وبينهم «جبهة النصرة». تزامناً، أفادت وكالة «نوفوستي» الروسية بأن فصائل مسلحة سورية وافقت على تسليم «معبر نصيب» على الحدود السورية- الأردنية إلى القوات النظامية، مقابل الإفراج عن 100 من الأسرى والمعتقلين في السجون السورية.