أكد عميد كلية الآداب في جامعة الملك فيصل الدكتور علي البسام ضرورة تكريم أهل العلم في الأحساء كما فعل الإمام فيصل بن تركى آل سعود فى الاحساء، الذي كان حريصاً على تلبية حاجاتهم حتى وإن لم يظهروا حاجتهم دون تفرقة بين مذاهبهم، كما قال. وروى البسام أن هناك صورة أخرى تبرز اهتمام آل سعود بعلماء الأحساء تبدو جلية، حين أجاب ابن تركي طلب العالم الشيخ محمد العبد القادر الشافعي لبناء مسجد في المبرز، فعمّره ووسع مرافقه، كذلك كان بناؤه لمسجد ثان في الهفوف، مثلما أوقف بعض عقاراته الزراعية في الإحساء على الشيخ عبدالله القاضي بن مبارك المالكي. جاء ذلك في سياق قراءة تاريخية في «اهتمامات الإمام فيصل بن تركي آل سعود بالعلماء.. علماء الأحساء نموذجاً» ألقاها البسام أخيراً ضمن برامج النشاط الثقافي في الكلية. وقال إن بناء الإمام فيصل لمسجدين في الأحساء على نفقته الخاصة وتنصيبه لإمامين أحدهما على المذهب الشافعي والآخر على المذهب المالكي دليل عل الانفتاح وعمق الرؤية وبعد النظر الذي كان يتحلى به. كما استعرض الدكتور علي البسام الرسالة التي بعث بها الإمام فيصل معزياً أبناء الشيخ عبدالله بن محمد بن عبداللطيف متوقفاً عند أهم ملامح تلك الرسالة التي جاءت أبوية حانية مما يجعلها تكشف عن أصول العلاقة الوطيدة بين الحاكم وشعبه، إذ بين أن وفاة العالم تعد من أكبر المصائب التي تمر بها الأمة؛ لهذا أوصى أبناء الشيخ بالتقوى ومرضاة الله تعالى في السر والعلانية، وفي كل ذلك ما يؤكد حرصه على دعم واستمرار الحياة العلمية. واختتم الدكتور البسام محاضرته بالكشف عن نتائج عدة، قال إنه توصل إليها أثر استتباب الأمن في حرية الفكر، كما أبان عما امتاز به عهد الإمام فيصل من حراك علمي ثقافي منفتح على شتى المذاهب دون تعصب مذهبي مذموم. وطالب المشاركون في المناسبة بتجميع الوثائق التي استرشد بها البسام وغيرها لتدرس في ميادين العلم المختلفة كلٌ بحسب تخصصه الدقيق نظراً لما تحويه من غزارة وتنوع في مجالات شتى دينية وتاريخية واجتماعية وأدبية. كما اتفق الجميع على الدور الذي يجب أن تقوم به جامعة الملك فيصل في جمع تلك الوثائق لأن فيها الكثير الذي إن كشف عنه فسيبرز جوانب عدة يستفيد منها الباحثون والعلماء، على أن هذا الأمر ليس بالشيء الهين أو اليسير لصعوبة العثور على تلك الوثائق المهمة، كما رأوا.