تدخل الأزمة الايرانية مرحلة جديدة وخطيرة في ضوء مايقوم به هذه الأيام زعماء دينيون محافظون بتعبئة أنصارهم نحو المطالبة باعدام الزعيمين الاصلاحيين مير حسين موسوي ومهدي كروبي، بحسب تقرير أمس الاحد، وتؤكد معلومات خاصة أن الكثير من الاصلاحيين تلقوا تهديدات بالقتل، وقد أشار إليها بشكل مباشر الزعيم الاصلاحي موسوي عندما أطلق مبادرته للمصالحة، قائلا إنه لن يخشى القتل ليصبح شهيدا على طريق الاصلاح. وعلم أن اجتماعا هاما عقد في وقت متأخر الأحد بين موسوي وكروبي لبحث تطورات الازمة الايرانية. ووجهت الجبهة الوطنية الايرانية المعارضة، بشكل لافت خطابا الى كروبي تدعوه إلى التصدي لقيادة المعارضة، وذلك بعد رفض متشددي المحافظين مبادرة موسوي التصالحية، وتوقعات باغتياله، ما يعني حصول فراغ قيادي للمعارضة. ومن جهته حذر سعيد منتظري، نجل المرجع الراحل حسين علي منتظري، من (عواقب كارثية) في حال اعتقال موسوي أو إخفائه ولم يستبعد اغتياله. وقال سعيد منتظري (إن مقتل نجل شقيقة موسوي بالرصاص خلال مظاهرة يوم عاشوراء كان عملا مدبرا ومتعمدا من السلطات و(بمثابة تحذير أخير) له. ودعا نجل منتظري القيادة السياسية في ايران الى محاولة التوصل الى حل وسط مع رموز المعارضة من أجل تفادي تزايد الاضطراب السياسي في البلاد، وقال في مقابلة مع مجلة (دير شبيغل) الالمانية انه يأمل أن يعود قادة ايران الى رشدهم ، داعيا الرئيس محمود أحمدي نجاد الى الاستقالة. وكانت السلطات الايرانية منعت إقامة مراسم عزاء لمنتظري الذي توفي السبت من الاسبوع قبل الماضي، ما فجر الأوضاع وأثار اضطرابا وحصلت مواجهات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى واعتقال المئات. وأعلن مكتب منتظري أن على مقلديه البقاء على مسارهم في تقليد الأعلم ، في وقت أعلن الاصلاحيون أن الأعلم هو المرجع يوسف صانعي، الذي كان اصدر فتاوى ضد أحمدي نجاد واعتبر انتخابه غير شرعي، ومحاكمات المحتجين على نتائج الانتخابات باطلة. وفي ما يبدو أنه مخطط لتجريد الاصلاحيين من غطاء ديني لهم بعد رحيل منتظري، أعلن رئيس رابطة مدرسي الحوزة العلمية في قم ، سلب المرجعية عن يوسف صانعي، وقال محمد يزدي رئيس الجماعة المحافظة إن آية الله يوسف صانعي لا يملك مواصفات تؤهله للتصدي للمرجعية الدينية. وكانت مكاتب صانعي في قم وعموم المدن تعرضت للاعتداء، ويرجح اصلاحيون إن السلطات قد تفرض عليه الاقامة الجبرية كما فعلت بمنتظري سابقا. على صعيد اخر سيطر أنصار المرجع دستغيب على مسجد قبا في شيراز جنوب غرب ايران ونجحوا في استعادته بعد مواجهات مع الباسيج الذين كانوا اقتحموه الجمعة. كذلك. أيدت محكمة الاستئناف سجن الصحافي الاصلاحي احمد زيد أبادي 5 سنوات والنفي إلى خارج طهران وحرمإنه من حقوقه المدنية مدى الحياة.