شنّت طائرات مقاتلة غارات جوية على قاعدة كبيرة ل «حركة الشباب الاسلامية» الموالية لتنظيم «القاعدة» في الصومال، كما افاد شهود ومقاتلون امس. ويبدو ان الغارات الجوية التي شُنّت على منطقة جليب التي تبعد حوالى 320 كلم جنوب غربي مقديشو، تشكل مرحلة جديدة من الهجوم الذي بدأته في آذار (مارس) الماضي، القوات الافريقية التي تعد 22 ألف رجل وتدعمها الاممالمتحدة، من اجل تحرير المدن التي ما زالت تسيطر عليها «حركة الشباب». وأفاد شهود بأنهم سمعوا «انفجارين وطائرات مقاتلة تحلّق فوق جليب». واعترف الشيخ ابراهيم ابو حمزة، احد قادة «الشباب»، بأن «طائرات قصفت المدينة». وقال في اتصال هاتفي ان «العدو حاول ارهاب الاطفال والنساء بإطلاق قنابل على ضواحي المدينة، لكن بفضل الله لم تسقط اي ضحية». وأضاف ان «المقاتلين تمكنوا من التصدي للطائرات بدفاعاتهم المضادة للطيران». ولم تتسن على الفور معرفة هوية تلك الطائرات، لكن كينيا التي تشارك في القوة الافريقية المنتشرة في الصومال، استخدمت في السابق طيرانها لمهاجمة مواقع الحركة المتشددة. على صعيد آخر، انتشرت قوة خاصة للأمم المتحدة في مقديشو أمس، للمرة الأولى من نوعها، إذ أوكلت إليها مهمة حماية فرق العمل الإنساني، في وقت تتعرض العاصمة الصومالية إلى هجمات «حركة الشباب». وكلفت هذه القوة «الدفاعية» التي تعد 400 عسكري أوغندي يرابطون في مطار مقديشو الخاضع لتدابير أمنية مشددة ويؤوي أيضاً بعثة الأممالمتحدة في الصومال، «حماية موظفي الأممالمتحدة ومنشآتها» في العاصمة الصومالية. وعلى رغم اندحارهم من معظم معاقلهم في البلاد، فإن مقاتلي «الشباب» يسيطرون على مناطق ريفية واسعة ويمارسون حرب العصابات. وشنوا هجمات في مقديشو التي طردوا منها عام 1991، استهدفت مواقع تخضع لحراسة أمنية مشددة مثل مجمع مباني الأممالمتحدة، أو عمالاً إنسانيين دوليين. وأعلن الموفد الخاص للأمم المتحدة في الصومال نيكولاس كاي أثناء مراسم تدشين عمل هذه القوة الخاصة، أن نشرها ينبىء ب «مرحلة مهمة في حين نواصل توسيع نشاطاتنا لدعم الشعب الصومالي». ويأتي انتشار هذه القوة في الصومال غداة إعلان الولاياتالمتحدة نيتها خفض عدد العاملين في سفارتها في كينيا المجاورة، تحسباً لهجمات المسلحين المتشددين. كما شددت دول غربية مثل بريطانيا وفرنسا وأستراليا، درجة استنفارها في كينيا ونصحت مواطنيها بعدم التوجه إلى مومباسا وقسم من الساحل الكيني بسبب «تهديدات إرهابية».