أعلن مسؤول انفصالي في مدينة دونيتسك شرق أوكرانيا اندلاع «معارك واسعة» في محيط مدينتَي كراماتورسك وسلافيانسك بين الجيش الأوكراني ومسلحين مؤيدين لروسيا. وأشار إلى أن «الوضع ازداد صعوبة»، متهماً السلطات الأوكرانية ب «استخدام القوة لقمع المحتجين». لكن وزارة الدفاع الأوكرانية نفت وقوع معارك في شرق البلاد، لافتة إلى أن القوات الحكومية صدّت هجوماً شنّه انفصاليون في سلافيانسك وخاركوف. في غضون ذلك، أحيا تتار القرم في أجواء متوترة أمس، الذكرى السبعين لتهجيرهم في عهد الديكتاتور جوزف ستالين، علماً أن استعادة روسيا شبه الجزيرة الأوكرانية جدّدت ذكرى هذه المأساة. وفي مؤشر إلى التوتر في هذه الذكرى، ألغى «المجلس» أو مجلس تتار القرم، في اللحظة الأخيرة تجمعاً تقليدياً ضخماً يُنظم عادة في سيمفيروبول عاصمة القرم وكان يتوقع أن يشارك فيه حوالى 40 ألف شخص. واضطر «المجلس» لاتخاذ هذا القرار بعد صدور مرسوم يحظر «كل تحرّك جماهيري» في القرم حتى 6 حزيران (يونيو) المقبل، إذ أعلنت سلطات القرم أنها تخشى «استفزازات». وقال الزعيم التاريخي للتتار مصطفى جميليف: «هذا أهم يوم لتتار القرم، والسلطات المحلية خائفة». وكان النظام السوفياتي يسعى إلى «تطهير» شبه الجزيرة من «عناصرها المعادية» وهجّر عام 1944 التتار الناطقين باللغة التركية. وقال المؤرخ التتاري الفيدين تشوباروف إن «الرواية الرسمية السوفياتية تتهم تتار القرم بالتعاون مع المحتل الألماني». وعندما «وهب» نيكيتا خروتشيف القرم إلى أوكرانيا عام 1954، تبدّدت معالم الوجود التتاري القديم. ولم يصدر مرسوم بسحب الاتهامات الموجهة إلى تتار القرم، إلا عام 1967، بعد 14 سنة على وفاة ستالين. لكنهم لم يعودوا سوى في نهاية ثمانينات القرن العشرين، لدى تفتت الاتحاد السوفياتي. وبعد احتلال القرم وإلحاقها بروسيا، وقّع الرئيس فلاديمير بوتين مرسوماً في شأن رد الاعتبار إلى «جميع شعوب القرم» التي تعرضت للقمع أيام ستالين. وقال جميليف إن «القرار لم يحمل الناس إلا على رسم ابتسامة ساخرة على وجوههم».