قال مسؤول في الاتحاد الأوروبي ل«رويترز» اليوم (السبت)، إن المستشارة الألمانية أنغيلا مركل ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر بحثا أزمة كتالونيا في اتصال هاتفي، في إشارة إلى التوتر المتزايد إزاء الاضطراب المحتمل في أنحاء أوروبا. وتشير المكالمة الهاتفية إلى القلق إزاء إعلان الاستقلال المحتمل من جانب البرلمان الإقليمي في كتالونيا الأسبوع الجاري، ورد فعل الحكومة الإسبانية، الأمر الذي قد يفاقم أسوأ أزمة سياسية في إسبانيا منذ عقود. وتحدث يونكر مع مركل هاتفيا من الهند أمس (الجمعة)، على هامش قمة الاتحاد الأوروبي والهند. وقال المسؤول في الاتحاد الأوروبي إنهما «بحثا الوضع في إسبانيا مع أمور أخرى»، ولكنه لم يذكر المزيد من التفاصيل. ويتزايد القلق في عواصم دول الاتحاد الأوروبي إزاء الأثر السلبي للأزمة على الاقتصاد الإسباني، رابع أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، واحتمال امتداده إلى اقتصادات أخرى في التكتل. ورجح مسؤولون في الاتحاد الأوروبي، أن يبحث وزراء مال الدول الأعضاء في الاتحاد الذين سيجتمعون في بروكسيل يومي الإثنين والثلثاء في اجتماع معتاد، القضية غير أنها ليست مدرجة رسمياً على جدول الأعمال. وحضت المفوضية الأوروبية مراراً زعماء كتالونيا وإسبانيا على التوصل إلى حل سياسي. وتشعر بعض دول الاتحاد الأوروبي بالقلق من أن يؤجج الحديث عن استقلال كتالونيا المشاعر الانفصالية في أجزاء أخرى من أوروبا. إلى ذلك، تجمع الآلاف في شوارع مدريد وبرشلونة اليوم (السبت)، في وقت تستعد فيه كتالونيا لإعلان الاستقلال، وارتدى كثيرون ثياباً بيضاء ودعوا لإجراء محادثات لنزع فتيل أسوأ أزمة سياسية تشهدها إسبانيا منذ عقود. ولسكان كتالونيا (شمال شرقي إسبانيا) لغة وثقافة مختلفة، وهم يطالبون منذ فترة طويلة بأن يكون لهم وضع متفرد عن بقية البلاد، وأجروا يوم الأحد الماضي استفتاء على الانفصال عن إسبانيا، وهو تصويت حظرته المحكمة الدستورية. وقالت سلطات كتالونيا إن معظم من أدلوا بأصواتهم أيدوا الانفصال، وهو أمر تقول مدريد إنه غير قانوني بموجب دستور البلاد للعام 1978. وأحدثت الأزمة السياسية انقساماَ ودفعت المصارف والشركات لنقل مقارها خارج كتالونيا، فيما هزت ثقة الأسواق في الاقتصاد الإسباني وأثارت دعوات من المفوضية الأوروبية لأن يجد زعماء كتالونيا وإسبانيا حلاً سياسياً. وقالت روزا بوراس، وهي سكرتيرة (47 عاماً) لا تعمل حاليا، كانت من بين المحتشدين، «جئت لأنني أشعر بانتماء جارف إلى إسبانيا ويحزنني جداً ما يحدث». كانت بوراس ترتدي قميصاً كتب عليه «كتالونيا.. نحن نحبك»، وكانت تقف وسط آلاف يلوحون بالعلم الإسباني. وقالت «أردت أن أكون هنا من أجل الوحدة.. لأنني أشعر أيضاً بانتماء جارف لكتالونيا. وعائلتي تعيش فيها». وفي حين أبدى زعيم كتالونيا كارلس بودغمون استعداده لأي وساطة، فيما يصر رئيس الوزراء ماريانو راخوي على أن يكف الإقليم أولاً عن السعي إلى الاستقلال والذي ازداد خلال أزمة اقتصادية امتدت لحوالى ست سنوات. وحشدت حكومة راخوي الآلاف من أفراد الشرطة الوطنية لمنع الاستفتاء، ما أدى إلى اشتباكات مع مواطنين أثناء محاولة إغلاق مراكز الاقتراع في المدارس ورفع صناديق الاقتراع. وأثار عنف الشرطة انتقادات واسعة، ما دفع الحكومة لإصدار اعتذار أمس (الجمعة)، وإن ظل التوتر في الزيادة بعد تردد أنباء بأن خططاً لإعلان الاستقلال من جانب واحد ستقدم إلى برلمان كتالونيا يوم الثلثاء المقبل.