أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ارتياحه لنتائج محادثاته مع الرئيس فلاديمير بوتين والمسؤولين الروس، وأشار إلى «توافق في الآراء مع القيادة الروسية»، مشدداً على «العمل لنقل مستوى العلاقات الثنائية إلى شراكة أقوى». وأعلن الكرملين أن التعاون العسكري بين روسيا والسعودية كان بين المسائل المطروحة على أجندة محادثات الملك سلمان مع الرئيس بوتين، مؤكداً أنه «يصب في مصلحة البلدين وليس موجهاً ضد طرف ثالث». وأجرى الملك سلمان محادثات أمس، في اليوم الثالث لزيارته روسيا، مع رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف وتركّز البحث على وضع آليات عملية وسريعة لتنفيذ الاتفاقات التي تمّ توقيعها وفتح مجالات جديدة للتعاون في مختلف المجالات. وشكر الملك سلمان ميدفيديف على ما أبدته القيادة الروسية من حرص ورغبة في تطوير العلاقات الثنائية، وأكد عزم السعودية على الدفع بهذه العلاقات إلى آفاق أرحب. وأضاف خادم الحرمين: «تعيش المملكة العربية السعودية مرحلة تاريخية ومفصلية من التطور الشامل، وقد ترجمت هذه المرحلة في رؤيتها 2030، ونتطلع إلى مشاركة دولتكم الصديقة في التعاون، لتنفيذ برامج هذه الرؤية بما يخدم مصالحنا المشتركة، ولقد أثمرت جهود بلدينا في مجال البترول إلى التوصل إلى اتفاقية خفض الإنتاج، وتحقيق التوازن بين مصالح المستهلكين والمنتجين، ونؤكد حرصنا على استقرار السوق العالمية للنفط»، وكان خادم الحرمين التقى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مساء أول من أمس (الخميس)، واستعرض معه الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط. وقال في كلمة ألقاها خلال اجتماع مجلس الأعمال السعودي– الروسي: «ماضون في البحث الجاد عن الفرص المشتركة لتطوير العلاقات بين بلدينا في كل المجالات، ونسجل بارتياح تام ما لمسناه من توافق في الآراء مع القيادة الروسية نحو العمل على نقل مستوى العلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب وأشمل تؤسس بإذن الله إلى شراكة أقوى. وكان لتوجيهاتنا لسمو ولي العهد في زياراته الثلاث إلى روسيا أثر واضح في تعزيز الشراكة بين الجانبين من خلال ما تمّ توقيعه من اتفاقات ومذكرات تفاهم». ولفت الملك سلمان إلى أن تعاون المملكة مع روسيا ساهم «في شكل محوري» في إعادة التوازن إلى أسواق النفط العالمية، معرباً عن أمل باستمرار هذا التعاون. وخاطب خادم الحرمين رجال الأعمال وممثلي كبرى الشركات الروسية الذين حضروا اللقاء، مؤكداً أن السعودية اعتمدت خطة عريضة للتنمية تحت عنوان «رؤية المملكة 2030»، وهذه الخطوة تمّ اتخاذها من أجل النهوض بالاقتصاد الوطني وتحريره من الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للاقتصاد الوطني، وتمثل خريطة المملكة وأهدافها في التنمية للسنوات المقبلة. وأكد رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف خلال لقائه الملك سلمان أن روسيا «ستنفذ بأسرع وقت تعهداتها ضمن الاتفاقات الموقّعة بين البلدين». وأعرب عن ارتياح واسع في روسيا لنتائج الزيارة التاريخية و «المحادثات الجوهرية التي أجريت بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس بوتين». ورد الناطق الرئاسي ديمتري بيسكوف على سؤال الصحافيين حول تفاصيل صفقة لتزويد المملكة بأنظمة صاروخية متطوّرة من طراز «إس 400» بأن «التعاون الروسي السعودي في المجال التقني العسكري ليس موجهاً ضد دول أخرى، بل يتطوّر في مصلحة البلدين والاستقرار في الشرق الأوسط». وشدّد على أن «أي قلق تبديه بلدان أخرى في شأن هذا التعاون لا أساس له»، وقال: «التعاون بدأ وسيستمر». إلى ذلك أعلنت مؤسسة «روس أبورون إكسبورت» المسؤولة عن الصادرات العسكرية الروسية أنها وقّعت اتفاقاً مع المملكة لتصنيع البنادق الروسية الشهيرة من طراز «كلاشنيكوف» في المملكة، في تطوّر وصفته أوساط عسكرية بأن له دلالة رمزية كبيرة على الرغبة المشتركة في تعزيز التعاون.