أبدت واشنطن «قلقها الشديد» من اعتقال السلطات التركية ليل الأربعاء موظفاً محلياً في القنصلية الأميركية بمدينة إسطنبول، بتهم «التجسس والارتباط بمجموعة الداعية فتح الله غولن» المنفي إلى الولاياتالمتحدة، والذي تتهمه أنقرة بتدبير الانقلاب الفاشل ضدها في 15 تموز (يوليو) 2016. وشددت السفارة الأميركية في أنقرة على أن «لا أساس للاتهامات الموجهة إلى الموظف، التي تقوض العلاقة المستمرة منذ وقت طويل بين عضوين في الحلف الأطلسي (ناتو)». ونددت بتسريب وسائل إعلام تركية بينها صحيفة «أكشام» من مصادر مجهولة في الحكومة معلومات عن التهم، «بهدف محاكمة الموظف في وسائل الإعلام، وليس أمام القضاء». وتنتقد السفارة الأميركية في أنقرة باستمرار «مزاعم لا أساس لها ضد واشنطن في الصحافة الموالية لأردوغان، بينها اضطلاعها بدور في الانقلاب الفاشل»، وهو ما تنفيه الولاياتالمتحدة. إلى ذلك، أمرت السلطات باعتقال 133 شخصاً يعملون في وزارتي المال والعمل، في إطار الحملة الواسعة ضد متورطين مزعومين في الانقلاب. وأوضحت أن المعتقلين استخدموا تطبيق «بايلوك» للتراسل الذي ارتبط بتحركات الانقلابيين، علماً أن أكثر من 50 ألفاً احتجزوا بعد الانقلاب في انتظار محاكمتهم لصلتهم بغولن، في حين فصلت السلطات 150 ألف موظف أو أوقفتهم عن العمل في القطاعين العام والخاص، ما دفع جماعات حقوقية وحلفاء غربيين لتركيا إلى إبداء قلقهم من احتمال «استغلال الحكومة محاولة الانقلاب ذريعة لسحق المعارضة». على صعيد آخر، أعلن محمد شيمشك، نائب رئيس الوزراء، أن أنقرة تعتزم إنفاق نحو 18 بليون ليرة (5 بلايين دولار) لشراء أسلحة جديدة في 2018، موضحاً أن الحكومة «ستموّل تحديث الجيش من خلال عائدات الضرائب». وأشار شيمشك، المسؤول أيضاً عن الإشراف على الاقتصاد، إلى أن الإنفاق على شراء أسلحة جديدة قد يزيد على ضعف مبلغ 8 بلايين ليرة إضافية (2.2 بليون دولار) الذي اقترحته الحكومة لتحديث الجيش في مشروع قانون قدمته إلى البرلمان الأسبوع الماضي. وأثار مشروع القانون انتقادات من الرأي العام، خصوصاً بسبب مطالبته بزيادة كبيرة على ضرائب السيارات الجديدة. وفي عملية نادرة، قتل الجيش خمسة من مسلحي جماعة حزب العمال الكردستاني في إقليم موغلا الساحلي الذي يضم مقاصد سياحية رئيسية- بينها بودروم ومرمرة- تطل على بحر إيجه. وكان الجيش اعتقل 4 من مسلحي «الكردستاني» و3 أشخاص يساعدونهم في منطقة سيديكيمر التابعة للإقليم، علماً أن المواجهات مع مقاتلي «الكردستاني» تنحصر غالباً في جنوب شرقي تركيا ذي الغالبية الكردية.