تمكن فريق جراحي بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث من إجراء عدة عمليات جراحية ناجحة باستخدام تقنية حديثة لعلاج أربعة أطفال يعانون من متلازمة (جون) الوراثية التي تتسبب في ظهور عيوب خلقية في القفص الصدري قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة والوفاة في عمر مبكر. وقال الدكتور زايد الزايد استشاري ورئيس قسم جراحة العظام في مستشفى الملك فيصل التخصصي أن المصابين بمتلازمة (جون) يعانون من صغر حجم أضلاع الصدر وتشوه في شكلها واتجاه نموها منذ الولادة ما ينتج عنه ضمور في حجم الرئتين وصعوبة في التنفس يجبرهم على المكوث في وحدات العناية المركزة لبضعة أشهر والاعتماد على أجهزة التنفس الصناعي وغالباً ما تكون الوفاة المبكرة مصير الحالات المرضية الحادة، موضحاً أنه ينتج عن هذه المتلازمة على المدى الطويل ضعف عام في النمو واعوجاج في الظهر وصعوبة في مقاومة الالتهابات مع استمرار ضيق التنفس والحاجة إلى أجهزة الأكسجين. وأكد على أن الجراحة هي العلاج الأمثل لهذه الحالات وذلك بتركيب جهاز تقويمي على مرحلتين يسمى (VEPTR) ابتكره الطبيب الأمريكي (روبرت كامبل) وبدأ استخدامه في عام 2003، حيث يتم تركيب الجزء الأول من الجهاز بين الأضلاع في إحدى الجهتين من القفص الصدري في عملية جراحية تستغرق نحو ساعتين يمكث بعدها المريض في المستشفى لما يقارب عشرة أيام للمتابعة، وبعدها بنحو 6 أشهر يتم تركيب الجزء الثاني في الجهة الأخرى بنفس الطريقة، موضحاً أن الجهاز يقوم بتعديل مجرى نمو الأضلاع دون التأثير على العمود الفقري لتبدأ الأضلاع بالتمدد بشكل أفقي ما يزيد طولها إلى نحو ثلاثة أضعاف وبالتالي توفير مساحة أكبر للرئتين لتنمو ويزيد حجمها حتى تصل إلى الحجم الطبيعي وحينها يمكن الاستغناء عن أجهزة التنفس الصناعي ليستعيد الطفل نشاطه ويزداد وزنه ويكتسب مناعة أكبر ضد الالتهابات والأمراض، ويحتاج المريض إلى مراجعة المستشفى كل 6 أشهر لإجراء استطاله للأضلاع في مركز جراحات اليوم الواحد بالمستشفى، وعند اكتمال العلاج خلال نحو 3 سنوات يتم إزالة الجهاز ليعود الطفل لممارسة حياته بشكل طبيعي كأقرانه. وحث الدكتور الزايد الأطباء المختصين بطب حديثي الولادة في المملكة بالمسارعة إلى تحويل المواليد المصابين بمتلازمة (جون) إلى المستشفى التخصصي حيث تتوفر الإمكانات اللازمة لعلاجهم بمعدل نجاح يزيد على 90% للأطفال الذين تبلغ أعمارهم ما بين 3 أشهر وحتى 10 سنوات. من جانبه ذكر ناصر العتيبي الذي يعمل مديراً لإحدى مدارس مدينة الخبر أن ابنه محمد البالغ من العمر 12 سنة وابنته نورة البالغة 8 سنوات مصابان بمتلازمة (جون) وخضعا مؤخراً للمرحلة الثانية من تركيب الجهاز التقويمي في المستشفى التخصصي، حيث ظهرت الأعراض على محمد منذ الولادة بتقوس الصدر وضعف التنفس مكث بسببها في العناية المركزة مدة شهر، فيما كانت الأعراض أقل حدة في حالة نورة ولم تظهر إلا بعد 4 سنوات من ولادتها، موضحاً أن المرض لم يؤثر عليهما في الدراسة التي تفوقا فيها دوماً بينما كان التأثير في ضعف النمو والحاجة إلى الأكسجين لفترات طويلة وسهولة تعرضهما للالتهابات وتكرار مراجعة المستشفيات، الأمر الذي جعل والديهما وأخويهما السليمين يزيدان في الحرص على متابعتهما أثناء اللعب والتنزه مثلاً. موضحاً أنه بحث عن طريقة لعلاج طفليه وقام بمراسلة أحد الأطباء المختصين في سويسرا إلا أن كلفة العلاج الباهضة منعته من ذلك حينها، حتى توفر العلاج في المستشفى التخصصي وأجريت العملية لهما وظهر الأثر الكبير على مستوى التنفس بعد المرحلة الأولى ليصل إلى نحو 94% بعد أن كان لا يتجاوز 78% في حالة ابنه محمد. الجدير بالذكر أن الدكتور زايد الزايد شارك في إجراء مثل هذا النوع من العمليات لثلاثة مرضى آخرين في مستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي بجدة ومجمع الملك سعود الطبي في الرياض ومستشفى الرازي بالكويت.