تأهل نادي الوحدة لنهائي كأس ولي العهد أمام نادي الهلال يعتبر حدثاً تاريخياً في مسيرة النادي المكي العريق، والذي يعتبره جميع المؤرخين الرياضيين المنصفين «أول» نادٍ سعودي مارس كرة القدم في المملكة دون انقطاع حتى اليوم ولكن تحت ثلاثة مسميات مختلفة. ويعتبر هذا النهائي الذي ينتظره المكيّون وجميع محبي نادي الوحدة بفارغ الصبر النهائي السادس للنادي المكي في هذه المسابقة، الأمر الذي يؤكد على تاريخ هذا النادي الذي «ساد» في عالم كرة القدم السعودية ثم مرض وتوارى عن الأنظار لعقود، ولكنه أبداً لم ولن يموت طالما قلوب محبي هذا النادي ترفرف حباً له وتهيم به عشقاً سرمدياً أبدياً لا ينتهي. وقد كان أول نهائي في هذه المسابقة يلعبه نادي الوحدة مع غريمه التاريخي نادي الاتحاد عام 1379ه الذي استطاع حمل الكأس يومها في ملعب الصبان بجدة. ثم عاد بعدها الوحدة العام التالي 1380ه ولعب أمام نادي الشاطئ، وهو أحد الأندية التي لم تستمر، واستطاع النادي المكي أن يرفع الكأس التي خسرها أمام الاتحاد قبل عام. وبعد أربع سنوات وتحديداً في عام 1384 ه التقى الوحدة نادياً جديداً حينذاك يلعب لأول مرة على النهائي وهو الهلال، وكان النادي المكي يلعب النهائي لثالث مرة، وقد كان فريقاً بطلاً مليئاً بعدد كبير من النجوم آنذاك، فيما كان الهلال فريقاً ناشئاً، ولكن بطموح كبير يدل يومها أن بطلاً كبيراً على وشك أن يولد في عالم «الكرة السعودية». وكانت مباراة غريبة يومها على ملعب الصبان بجدة حسب رواية من عاصرها والصحف التي غطت الحدث. فقد انتهت المباراة بانسحاب نادي الوحدة بعد أحداث تحكيمية جدلية وإلغاء هدف صحيح، وبعد أن استشعر الوحداويون يومها أن لا أمل في الفوز بطريقة كروية طبيعية بعد تدخل تحكيمي فاضح في مسيرة المباراة لصالح الهلال، وبعد ما قيل يومها من تدخل شخصيات نافذة لإلغاء هدف وحداوي بعد احتسابه من قبل الحكم. وانتهى النهائي الجدلي بفوز الهلال الوليد يومها بالانسحاب والذي أصبح بطلاً لا يشق له غبار في سماء اللعبة، ولكن بقيت الحسرة في نفوس الوحداويين حزناً على الكأس المسلوبة والتي ذهبت لأبناء عبدالرحمن بن سعيد كأول كأس يحققونها في هذه المسابقة. وبعد أحداث النهائي الذي حسم بالانسحاب عاد الوحدة بعدها بست سنوات عام 1390 ه ليلعب مع النادي الأهلي على النهائي، وخسر بالترجيح بعد مباراة كبيرة انتهت بالتعادل في الوقتين الأصلي والإضافي ليحسم أهلي جدة النهائي لصالحه بضربات «الحظ» ويتمكن من رفع الكأس. وبعد ثلاث سنوات عاد النادي المكي ليلعب النهائي الخامس أمام النصر عام 1393 ه ويخسر للمرة الرابعة بعد أداء مشرّف في البطولة. وبعد هذا التاريخ توارى النادي المكي بعيداً عن الأنظار بعد أن تكالبت عليه ظروف قاهرة وخلافات متعددة بين رجاله وأبنائه تسببت في ابتعاد «بطل مؤسس» في عالم الرياضة السعودية عن منصات التتويج التي اعتادها طويلاً في بطولتي كأسي ولي العهد والملك. وهذا العام وبعد غياب طويل دام 38 عاماً يعود البطل السابق ومؤسس الرياضة السعودية «نادي مكةالمكرمة» إلى النهائيات ليثبت أن المعدن النفيس لا يصدأ أبداً، ويلعب النهائي السادس في المسابقة مع الهلال الذي كان قادماً جديداً ناشئاً قبل 48 عاماً وأصبح الآن «الزعيم»، وبين الأمس واليوم حصد الهلال خمسين كأساً ذهبية، ولكن جمهور نادي الوحدة لا يزال يؤمن بأن في «جعبة» الهلال كأساً يدين بها لهم. بدون تشفير لاعبو الوحدة يحتاجون ل «الثقة بالنفس» ليستعيدوا كأسهم من الهلال. [email protected]