خلافاً للانطباع الذي يحرص رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو على الترويج له بأن «علاقات مثالية» تجمعه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب واعتبار إدارته الأفضل للدولة العبرية منذ سنوات كثيرة، ذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية ان ترامب يعتبر نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس «رقمين صعبين، لكن نتانياهو هو الأصعب» في المحاولات الأميركية لاستئناف العملية السياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، فيما نفى وزير الدفاع الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان علمه بوجود خطة أميركية للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين. ونقلت الصحيفة العبرية ان تصريحات ترامب جاءت على لسان «ستة مصادر غربية ومسؤول إسرائيلي سابق» خلال لقاء الرئيس الأميركي قبل أكثر من أسبوعين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك. وتابعت الصحيفة أن المصادر الغربية أشارت إلى أن ترامب أكد أمام غوتيريش تصميمه على الدفع نحو اتفاق سلام تاريخي إسرائيلي– فلسطيني، وأنه متحمس لمواجهة هذا التحدي الكبير، مضيفاً أنه بعد جولات المفاوضات التي قام بها موفدوه إلى الشرق ألأوسط يتبين له أن احتمال تحقيق السلام أكبر مما كان يظن مع تسلمه الإدارة الأميركية. وأيده في هذا الكلام الأمين العام للأمم المتحدة الذي أكد أن «ثمة فرصة تاريخية» لتحقيق اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال موظف كبير في البيت الأبيض تعقيباً على خبر «هآرتس»، أن اللقاء بين ترامب وغوتيريش كان قصيراً لكن ناجعاً وتمحور أساساً في خطة الإصلاحات في الهيئة الدولية والعمل الممتاز الذي تقوم به السفيرة الأميركية لدى الهيئة نيكي هايلي، ولوقت قصير تباحثا في الملف الإسرائيلي الفلسطيني». وأضاف أن الرئيس ترامب نقل إلى الأمين العام انطباعه بأن الجانبين معنيان بتحقيق السلام وأنه متفائل لجهة احتمال تحقيقه. واستذكرت الصحيفة أنه قبيل لقاء ترامب نتانياهو فاجأ الأول بتصريحه حول أمل تحقيق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، فيما راح نتانياهو يتحدث عن الملف الإيراني. وتحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية في حينه عن أن نتانياهو لم ير بعين الرضا تصريح الرئيس ترامب وأولوية الملف الإسرائيلي– الفلسطيني. ومع عودته من نيويورك سارع إلى عقد اجتماع لحكومته الأمنية المصغرة لإطلاع أعضائها على أن الرئيس ترامب عازم فعلاً على إطلاق خطة سلام وتحقيق «الصفقة المثالية الممكنة». على صلة، نفى وزير الدفاع الإسرائيلي علمه بوجود خطة أميركية للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وقال لموقع «وللا» إن الاتفاق الوحيد الممكن التوصل إليه سيكون فقط من خلال تسوية إقليمية شاملة، وليس اتفاقاً ثنائياً». وشدد على أن الاتفاق الذي يتحدث عنه يجب أن يشمل ثلاث جهات: الدول العربية، الفلسطينيين في أراضي العام 1967 والعرب في إسرائيل (فلسطينيي 48) «وفقط من خلال صفقة رزمة كهذه يمكن الحديث عن تسوية دائمة». واعتبر ليبرمان المصالحة الفلسطينية الداخلية «استعراضية ولن تتحقق على الأرض، كما في مرات سابقة». وأضاف أنه لا ينبغي على إسرائيل أن تعقب عليها، «بل دعونا نسمح لهذه العملية بأن تتدحرج».