في الوقت الذي كشفت فيه مصادر مطلعة ل«الحياة» امتناع أكثر من 1200 عامل يتبعون لشركة متخصصة في تنظيف الحرم المكي الشريف وتجهيز حافظات ماء زمزم عن العمل لليوم الثاني على التوالي داخل ساحات الحرم، مطالبين بزيادة رواتبهم، نفى مدير سقيا زمزم عيفان الجعيد رفض العمال العمل داخل الحرم، مؤكداً عدم صحة صدور هذه التصرفات من العمال جملةً وتفصيلاً. وشدد الجعيد في اتصال هاتفي أجرته معه «الحياة» على أن كامل الأمور داخل ساحات الحرم تسير بانسيابية وهدوء، وأنه لم يحدث أي امتناع من العمال عن العمل داخل الساحات، مشيراً إلى أنه ربما حدث هذا الأمر في شركة أخرى أو عمال آخرين غير عمالة الحرم. ولفت إلى أن طريقة العمل داخل ساحات الحرم تتم بالتناوب بين العمال (طريقة الورديات) من دون أن تكون هناك أي عوائق أو مشكلات في سير العمل، مفيداً أن مهمات العمالة المشغلة في تنظيف وتجهيز حافظات الماء لم تسجل عليها أي ملاحظات خلال الأيام الماضية. وفي المقابل، أكدت مصادر متطابقة ل«الحياة» أن مجموعة من عمال المسجد الحرام ممن يتبعون لإحدى الشركات المشغلة في العناية بحافظات مياه زمزم تجمهروا أمام مقار سكنهم في أحد الأحياء السكنية في مكةالمكرمة، رافضين الذهاب للعمل، ومطالبين برفع سقف رواتبهم التي يتقاضونها من الشركة. وأوضح مصدر مطلع يعمل في الشركة ل«الحياة» أن رواتب العمال (غالبيتهم من الجنسية الآسيوية)، لا تتجاوز ال300 ريال شهرياً، مشيراً إلى أن السبب الأول في امتناعهم عن العمل أجورهم المتدنية، ومطالبتهم الجهات التي تعمل على صرف مستحقاتهم برفعها إلى 700 ريال كأقل تقدير. ولفت إلى موافقة الشركة مبدئياً على زيادة الرواتب من 300 ريال إلى 500 ريال، إلا أن العمال طالبوا برفع الرواتب إلى 700 ريال، ما حدا بمسؤولي الشركة إبلاغهم بالموافقة شرط أن تتم الزيادة في شكل تصاعدي وشهري حتى تصل إلى المبلغ المطلوب، لكن العمال رفضوا المقترح مُصرِّين على الزيادة في الوقت الحالي وتوقيع عقود معهم. وأكد أحد مرتادي الحرم المكي الشريف محمد الراجحي ل«الحياة» أنه فوجئ أول من أمس (الأحد) عند حضوره لأداء صلاة المغرب بغياب تام لعمال الحرم خصوصاً مجهزي حافظات مياه زمزم، مشيراً إلى أن هذا الغياب استمر حتى موعد صلاة العشاء. وأوضح أنه شاهد عدداً من الشبان السعوديين ممن يرتدون ملابس تشير إلى أنهم موظفون في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام يعملون على تجهيز بعض الحافظات الخاصة بماء زمزم لزوار بيت الله، مفيداً أنه حاول الاستفسار عن مسببات غياب العمال المتخصصين بتجهيز الحافظات والعناية بها، لكنه لم يجد إجابةً شافية عن هذا الأمر. يذكر أن الجهات الرسمية في مكةالمكرمة باشرت تجمهر عمال الحرم أول من أمس على مدخل سكنهم، وتمت مخاطبتهم لحل الموضوع في شكل ودي مع الشركة المشغلة لهم من دون إحداث أي فوضى حتى تُحلّ قضية مطالبهم.