أعلنت بكين تعليق برامج عدّة للتبادل مع هانوي بعد أعمال الشغب المعادية للصين التي دفعتها الى إجلاء اكثر من ثلاثة آلاف من رعاياها من فيتنام، اذ يتوقع ان تشهد المدن الكبرى اليوم الأحد تظاهرات جديدة ضد الصين. وقال المتحدّث بإسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي إن "أعمال العنف تضر بأجواء وشروط التبادل والتعاون بين الصينوفيتنام"، مضيفاً على الموقع الالكتروني للوزارة ان "الجانب الصيني (...) يعلق اعتباراً من اليوم حصته من برامج المبادلات الثنائية"، من دون ان يوضح البرامج التي تم تعليقها. وتابع هونغ لي ان "الصين تتابع تطور الوضع، وتدرس اتخاذ تدابير جديدة بناءً على ذلك". وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية بعد ظهر أمس السبت ان "أكثر من ثلاثة آلاف صيني خرجوا من فيتنام وعادوا الى بلدهم نتيجة اعمال العنف التي تستهدفهم"، ونقلت عن وزارة الخارجية الصينية أن "هؤلاء عادوا إلى الصين بمساعدة السفارة في فيتنام". وتستعد بكين لإرسال طائرة وسفينة لإجلاء موظفي "تشاينا 19 ميتالورجيكال كوربوريشن"، التي تعمل بعقد ثانوي وهي من الشركات الأكثر تضرراً في اضطرابات الأيام الماضية. وقالت وكالة "شينخوا" إن "16 موطناً صينياً أصيبوا بجروح خطيرة، وأعيدوا على متن طائرة طبية صباح الأحد، من دون ان تذكر اسم الشركة التي يعملون فيها". وكانت بكين أعلنت في نهاية الاسبوع ان "اعمال الشغب أدت الى مقتل صينيين اثنين، ونصحت مواطنيها أمس السبت بعدم السفر الى فيتنام، التي تشهد منذ أيام تظاهرات معادية للصين تتخللها اعمال عنف"، فيما أشارت وزارة النقل إلى أن "بكين سترسل 5 سفن إضافية لإجلاء مواطنيها من فيتنام". من جهة أخرى، دعت منظمات غير حكومية فيتنامية الى "تنظيم تظاهرات جديدة مناهضة للصين في مدن البلاد الرئيسية اليوم الأحد"، متحديةً السلطات التي "حذرت من حصول اي اضطرابات جديدة". وقالت تنسيقية تضم حوالى عشرين منظمة غير حكومية فيتنامية في بيان إن "تظاهرات جديدة ستجول في شوارع العاصمة هانوي وفي العاصمة الاقتصادية للجنوب هو شي مينه وفي مدن أخرى للتنديد بالعدوان الصيني". وأكد البيان الذي نشرته وسائل الإعلام الإلكترونية "وجوب اجراء هذه التظاهرات بهدوء"، لافتاً إلى أن "الحوادث العنيفة التي جرت في الأيام الأخيرة، لطخت صورة تظاهراتنا الوطنية وصورة الشعب الفيتنامي". واتسعت مساحة التظاهرات المناهضة للصين هذا الأسبوع لتشمل 22 من أصل 63 اقليماً في البلاد التي تعدّ 90 مليون نسمة ويقودها نظام استبدادي لا يسمح عادة بالتظاهر. وعلى الرغم من أن السلطات الفيتنامية لم تكن صارمة في السابق في منع التظاهرات المناهضة للصين، إلا ان رئيس الوزراء الفيتنامي نغويين تان دونغ حذّر السبت من أن قوات الأمن تلقت أوامر ب"فعل كل ما يلزم وبأكبر قدر من الحزم لمنع حصول تظاهرات غير قانونية من شأنها ان تزعزع الأمن والنظام العامين". وتعرضت خلال التظاهرات شركات ومصانع تايوانية عدة لهجمات. وقالت غرفة التجارة الفيتنامية إن اكثر من 500 مصنع تايواني تضرر في أعمال الشغب المعادية للصين. وشهد التوتر بين الصينوفيتنام تصعيداً مفاجئاً بعدما أقامت الصين أخيراً منصة للتنقيب عن النفط في منطقة متنازع عليها من بحر الصين الجنوبي. ووفق هانوي، فإن بكين أرسلت 80 سفينة، بينها سفن عسكرية الى المنطقة لحماية هذه المنصة. وتتهم بكين هانوي ب"التآمر" مع مثيري الشغب، في حين يرى الخبراء انه كان يمكن لهانوي "احتواء الاستياء الشعبي المعادي لبكين" مع العلم أن التاريخ بين فيتناموالصين حافل بخلافات تغذي الأحقاد القومية. يذكر أن سيطرة الصين على جزر باراسيلز في بحر الصين الجنوبي في العام 1974 بالتزامن مع انسحاب القوّات الأميركيّة من فيتنام هي أساس خلاف اليوم. وفي العام 1979، خاض البلدان بعد غزو صيني لأقاليم في شمال فيتنام حرباً قصيرة ولكن دامية، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف.