رام الله - «الحياة»، أ ف ب - طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس «اللجنة الرباعية الدولية» ب «موقف يعزز عملية السلام ويضع الشروط الضرورية لنجاحها، وبيان واضح يدعو الى تجميد الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية، والى ان تكون حدود العام 1967 مرجعية اي مفاوضات». وجاء في بيان للرئاسة الفلسطينية، ان عباس جدَّدَ خلال استقباله الإثنين في رام الله مبعوث اللجنة الرباعية الدولية توني بلير «موقفَ القيادة الملتزم بعملية السلام المستندة الى خطة خارطة الطريق والمبادرة العربية وقرارات الشرعية الدولية». وأطلع الرئيس الفلسطيني بلير «على ما آلت اليه عملية السلام من طريق مسدود بسبب موقف الحكومة الاسرائيلية الرافض لتجميد الاستيطان، وعدم التزامها بمرجعيات واضحة للمفاوضات». كما أطلع عباس مبعوث الاممالمتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري «على آخر التطورات، وخاصة انسداد الأفق السياسي بسبب مواقف الحكومة الاسرائيلية المتعنتة ورفضها وقف الاستيطان». وأشار «الى ان الاجماع الدولي على إدانة الاستيطان أظهر صحة الموقف الفلسطيني الداعي لوقف الاستيطان من اجل البدء بمفاوضات جادة تقود الى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية». وكان عباس جدد، في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية، إدانته للهجوم الذي أسفر ليلَ الجمعة السبت عن مقتل 5 مستوطنين في مستوطنة «ايتامار» قرب نابلس (شمال الضفة الغربية)، ووصف العملية بأنها «غير إنسانية وغير أخلاقية ومدانة (...) وهي عمل حقير نعتبره بكل المقاييس غير انساني وغير حضاري ولا يمكن ان يقوم انسان بمثل هذا العمل». وأضاف «لا أستطيع ان ارى طفلاً عمره 4 أشهر يقتل. لو قالوا لي ان هذه المشاهد يبثها التلفزيون لا أشاهدها، لا يمكنني ان اشاهدها، وخاصة منظر الاطفال. لا يمكن لأي انسان يتحلى بالانسانية ان يرى منظراً كهذا ولا يتألم ولا يبكي على ما يرى». وأكد الرئيس الفلسطيني ان السلطة الفلسطينية كانت ستمنع هذا الهجوم لو توافرت لديها معلومات مسبقة عنه، مشيراً الى انه اتفق مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على اجراء تحقيق مشترك في هذا الحادث. وأضاف: «نتمنى ان نصل الى نتيجة ونعرف ونضع يدنا على الفاعل لنقدمه للعدالة». واستبعد عباس وقوع موجة هجمات فلسطينية خلال الفترة القريبة، مشدداً على انه لن يسمح بذلك، كما رفض أيضاً ادعاءات اسرائيل بشأن وجود تحريض داخل المساجد في الضفة الغربية. الى ذلك، توقعت وزارة الخارجية الفرنسية «توترات قوية بين مستوطنين اسرائيليين وسكان فلسطينيين، وأيضاً مع الجيش الاسرائيلي» بعد مقتل المستوطنين، ونصحت رعاياها بعدم زيارة هذه المنطقة. كما جددت نصيحتها الى رعاياها «بإلغاء كل الزيارات الى قطاع غزة، إذ إن خطر خطف رعايا اجانب لا يزال مرتفعاً». ونددت اليونان بقتل المستوطنين، وقال المتحدث باسم الخارجية اليونانية غريغوريس ديلافيكوراس في بيان، إن «اغتيال اطفال اثناء نومهم عمل همجي لا يتصوره العقل، ويجب جلب القتلة على الفور امام القضاء». وفي غضون ذلك، واصل عشرات المستوطنين أمس اعتداءاتهم على عشرات السيارات الفلسطينية المارة في شوارع الضفة الغربية. وقال شهود عيان ان المستوطنين سيطروا على الطريق الرئيسية الرابطة بين شمال الضفة الغربية ووسطها، وانهالوا بالحجارة على جميع السيارات المارة، كما أحرقوا عدداً من السيارات قرب رام الله وقلقيلية. وتعرضت سيارة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تيسير خالد للرشق بالحجارة اثناء عودته من رام الله الى نابلس حيث يقطن. وفي قرية عورتا قرب نابلس، جمع الجنود مئات المواطنين في مدرسة القرية وأخضعوهم للتحقيق. واعتقل الجيش العشرات، بينهم ضابط في الأجهزة الأمنية الفلسطينية.