بدأت الخلافات تتفاقم بين القوى السياسية الكردية، ودعت حركة «التغيير» و «الجماعة الإسلامية»، بغداد إلى عدم الاعتراف ب «مجلس قيادة كردستان/ العراق» الذي شُكل، بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني بدلاً من «المجلس الأعلى للاستفتاء»، في محاولة لامتصاص غضب الحكومة المركزية، وتمهيداً للتراجع والبدء بمرحلة جديدة من المفاوضات، وأعلن محافظ كركوك نجم الدين كريم، أن نتائج الاستفتاء لا تقرر مصير المدينة ولا ترسم الحدود (للمزيد). جاء ذلك، فيما كثّفت بغدادوطهران وأنقرة ضغوطهما على بارزاني، وسيزور الرئيس رجب طيب أردوغان طهران غداً، لعقد اجتماع ل «المجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي» بين البلدين. وواصل الجيشان العراقيوالإيراني مناوراتهما قرب حدود كردستان. وفي خطوة كردية جديدة نحو التهدئة، أعلن كريم أن ترسيم حدود كردستان لا تقرره نتائج الاستفتاء، بل «الحوار هو الطريق لحل المشكلات»، وذلك بالتزامن مع زيارة مفاجئة لبارزاني إلى كركوك، في وقت تشهد ضواحي المدينة الجنوبية معارك عنيفة لاستعادة السيطرة على الحويجة من «داعش». وسجّلت القوات المهاجمة تقدماً ملحوظاً خلال اليومين الماضيين، فيما أشعل التنظيم النار في حقل علاس النفطي. إلى ذلك، كثفت تركياوإيران التنسيق بينهما لزيادة الضغط على بارزاني، والتقى رئيسا الأركان في البلدين اللواءان محمد حسين باقري وخلوصي أكار أمس، وأغلقت إيران معبرين حدوديين مع كردستان بالتزامن مع مناورات قربهما نفذتها قوات مشتركة. وقال محافظ كركوك نجم الدين كريم أمس، إن الأكراد مستعدون للحوار مع بغداد، وأضاف أن نتائج الاستفتاء «ليست الأساس لحسم مصير المحافظة أو ترسيم الحدود»، وأضاف أن «أبوابنا مفتوحة للحوار ونعتبره السبيل الوحيد لحل الأزمة، فسكان كركوك أثبتوا في يوم الاستفتاء أنهم متحابون ومتآلفون». جاءت تصريحات كريم الذي أقاله البرلمان الاتحادي الشهر الماضي، في وقت تتفاقم الأزمة بين بغداد وأربيل، وتطالب قوى سياسية بنشر قوات اتحادية في المناطق المتنازع عليها. إلى ذلك، دعت كتلة «التغيير» الكردية في البرلمان الاتحادي، «السلطات والمؤسسات والقوى السياسية في بغداد إلى عدم التعامل مع «مجلس قيادة كردستان/ العراق» لعدم دستوريته»، وأوضحت أن «تشكيل المجلس بعد حلّ المجلس الأعلى للاستفتاء تحدٍ صارخ للمؤسسات الشرعية، ومحاولة لإلغاء كل أشكال الديموقراطية في الإقليم، ويضم الوجوه الحزبية ذاتها، التي تعمل وفقاً لتوجيهات رئيس «الحزب الديموقراطي» مسعود بارزاني». وأكد مسؤولون أكراد، أن زعماءهم متفقون على التهدئة، وهم يدرسون مبادرات محلية ودولية لحل الأزمة الناجمة عن الاستفتاء، ومنها مبادرة المرجع الشيعي علي السيستاني ونائب رئيس الجمهورية إياد علاوي والوساطة الأميركية، في انتظار صدور موقف من الحكومة الاتحادية، التي بدت متمسكة بشرط إلغاء نتائج الاستفتاء قبل الدخول في الحوار. ومع إغلاق إيران معبرَي باشماخ وبرويزخان الحدوديين مع الإقليم أمام السيارات والحركة التجارية، أظهرت لقطات تلفزيونية تحرّك عربات ومدرعات عند المعبرين، بعد أيام على مناورات مشابهة بين قوات عراقية وتركية قرب معبر إبراهيم الخليل.