فرض الجيش السوري أمس سيطرته الكاملة على قريتي معدان عتيق ومظلوم في محافظة دير الزور، في إطار تقدمه نحو مواقع مسلحي تنظيم «داعش». وقالت مصادر إن عمليات تحرير قرية معدان عتيق في ريف دير الزور الغربي أسفرت عن تصفية العديد من المسلحين وتدمير آليات وعتاد لهم. وأضافت أن القوات الحكومية واصلت عملياتها في الضفة الشرقية لنهر الفرات، حيث تمكّنت من فرض سيطرتها بالكامل على قرية مظلوم، وكذلك على بعض النقاط في بلدة خشام، نتيجة اشتباكات عنيفة مع «داعش» سقط خلالها العديد من المسلحين بين قتلى وجرحى. وأعلنت خلية الإعلام الحربي المركزي سيطرة الجيش على بلدة خشام، فيما ذكرت وكالة «سانا» أن الجيش يواصل ملاحقة مسلحين من منطقة حويجة صكر. ودارت اشتباكات عنيفة أمس بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، وعناصر تنظيم «داعش» من جهة أخرى، على محاور في الضفاف الشرقية لنهر الفرات، وتمكّنت قوات النظام من تحقيق تقدم مهم في المنطقة، والسيطرة على قريتي مظلوم ومراط والسيطرة على أجزاء واسعة من بلدة خشام، فيما يحاول «داعش» تنفيذ هجمات معاكسة لإيقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين له، إضافة الى محاولته استعادة السيطرة على المناطق التي خسرتها منذ عبور قوات النظام نهر الفرات في 18 أيلول (سبتمبر) الجاري. وتترافق الاشتباكات مع قصف من قبل قوات النظام على محاور القتال، واستهداف من قبل التنظيم لمناطق تواجده ومواقعه، وسط أنباء عن خسائر بشرية مؤكدة في صفوف طرفي القتال. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أشار الجمعة إلى ارتفاع عدد قتلى النظام والمسلحين الموالين له من جنسيات سورية وغير سورية إلى 32 على الأقل، بينهم ثلاثة من الجنود الروس ممن قضوا في الهجمات المعاكسة للتنظيم، وتفجير عربات مفخخة من قبل «داعش» منذ 18 من الشهر الجاري، تاريخ عبور نهر الفرات من قبل قوات النظام والقوات الروسية باستخدام الجسور المائية والزوارق. وسحبت عناصر من «داعش» جثث قتلى من قوات النظام والمسلحين الموالين له وتجولت بها في قرى ومناطق تحت سيطرته، في محاولة لإثبات قوته وقدرته على «إلحاق الهزيمة بالمهاجمين». وكانت قوات استطلاع تابعة للنظام ومجموعات عسكرية بغطاء روسي عبرت نهر الفرات إلى الضفة الشرقية المقابلة لمدينة دير الزور، عبر استخدام جسور مائية، بعد قصف مكثف من قبل قوات النظام استهدف الضفاف المقابلة لكل من مطار دير الزور العسكري ومنطقتي الجفرة والمريعية اللتين سيطرت عليهما قوات النظام. من جانبها أفادت وكالة «سانا» بأن سلاح الجو دمر مواقع محصنة وخطوط إمداد تابعة ل «داعش» في قريتي خشام وحطلة ومنطقة حويجة صكر وأحياء الحويقة والجبيلة والعرضي وكنامات، فيما دمرت وحدة من الجيش سيارتين للمسلحين على الطريق العام إصلاح-موحسن بريف دير الزور الشرقي. وأشارت إلى أن ذلك جاء بعد إحكام القوات الحكومية سيطرتها على قرى حلبية وزلبية والقصبى وعلى المواقع الأثرية بريف دير الزور الغربي بعد تدمير آخر تجمعات وتحصينات «داعش» هناك، في إطار حملة واسعة النطاق أطلقتها القوات السورية مدعومة من العسكريين الروس، في المحافظة.