وقّعت إمارة أبو ظبي وكوريا الجنوبية أمس ثلاث مذكرات تفاهم تتعلق بالتعاون في قطاع النفط والغاز في إطار توسيع الشراكة الاستراتيجية القائمة بينهما. وأجريت مراسم التوقيع بحضور رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ورئيس كوريا الجنوبية لي ميونغ باك. وأكد الجانبان أن توقيع مذكرات التفاهم يبرز الأهمية المتنامية للعلاقات الإماراتية - الكورية الجنوبية، فضلاً عن المنافع الكبيرة للشراكة الاستراتيجية التي دخلت فيها حكومتا البلدين بعد منح المناقصة النووية الإماراتية لتحالف شركات تقودها «الشركة الكورية للطاقة الكهربائية» (كيبكو). وكانت الإمارات منحت شركات كورية جنوبية عام 2009 عقوداً لبناء أربع مفاعلات نووية بقيمة 20 بليون دولار. وشملت إحدى مذكرات التفاهم التزام حكومة أبو ظبي بإتاحة الفرص أمام شركات التنقيب والإنتاج الكورية الجنوبية المؤهلة للمشاركة في تطوير الإنتاج في حقل أو أكثر تحتوي على احتياطات تراكمية قابلة للاستخراج تبلغ بليون برميل على الأقل. وأفادت مصادر كورية جنوبية بأن قيمة المشاريع المشمولة بالمذكرة تبلغ 98 بليون دولار، وأن التوقيع النهائي سيتم السنة المقبلة. ونصت المذكرة على التعاون في مجال تخزين ستة ملايين برميل من خام أبو ظبي من ضمن الاحتياط النفطي الاستراتيجي لكوريا الجنوبية وفقاً لشروط تعزز من أمن الطاقة لدى كوريا الجنوبية في حين تحقق ل «شركة بترول أبو ظبي الوطنية» (أدنوك) مرونة أكبر في التوريد إلى السوق الكورية الجنوبية والأسواق المجاورة لها. وتلتزم أبو ظبي بموجب المذكرة بمنح المتلقين الكوريين حقاً أولياً بتلقي ما يصل إلى 300 ألف برميل يومياً من خام أبو ظبي على أن تُتاح هذه الكمية تدريجاً للمتلقين الكوريين الجنوبيين فيما تواصل أبو ظبي توسيع طاقتها الإنتاجية بما يحقق الأهداف المعلن عنها سابقاً، أي 3.5 مليون برميل يومياً من 2.8 مليون اليوم. ووقّعت «أدنوك» و «شركة النفط الكورية» (كنوك) اتفاقاً مبدئياً حول التنقيب والتطوير المحتمل لثلاث مناطق في أبو ظبي يُعتقد أنها تحتوي على أكثر من 500 مليون برميل. ويمهد الاتفاق السبيل لدخول أي شركة كورية في قطاع الإنتاج في إمارة أبو ظبي. ووقع الجانبان أيضاً مذكرة تفاهم تعهد في موجبها البلدان بالتعاون في قطاعات تساعد على الازدهار والنمو الاقتصاديين وتدعو المذكرة في صورة خاصة إلى التعاون في مجالات أنصاف النواقل والاستثمار والخدمات المالية والإعلام. وتضاعفت قيمة التبادلات التجارية بين الإمارات وكوريا الجنوبية في شكل ملحوظ خلال السنوات الماضية، من 2.5 بليون دولار عام 1999 إلى 4.7 بليون عام 2009، لتبلغ خلال الأشهر ال 10 الأولى من العام الماضي 2.7 بليون دولار. وتنوعّت استثمارات الشركات الكورية في الإمارات في قطاعات الصناعات الثقيلة وتكنولوجيا المعلومات والمقاولات، وتتخذ شركات كورية صغيرة ومتوسطة الحجم من الإمارات مركزاً لها لتوسيع أعمالها في الخليج.