تركية قرب اقليم كردستان، أعلنت إيران أمس عن مناورات مع القوات العراقية عند حدود البلدين، كرسالة ضغط على إقليم كردستان في أعقاب استفتاء الإقليم على الانفصال، كما جمّدت طهران إلى أجل غير مسمى حركة شحن المنتجات النفطية من الإقليم واليه، فيما حذّر نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي من أن «الخطر الأكبر» يتعلق بمدينة كركوك التي قد تتحوّل إلى فتيل لإحراق البلاد. في غضون ذلك، دعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي الى فرنسا الخميس المقبل، في وقت قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن السلطات في كردستان العراق «ستدفع الثمن» لإجرائها الاستفتاء على رغم معارضة دولية وإقليمية واسعة. وأعلن التلفزيون الإيراني أمس أن القوات الإيرانيةوالعراقية ستجري تدريبات عسكرية مشتركة قرب الحدود، ونقل عن متحدث عسكري، العميد مسعود جزائري، قوله إن قرار إجراء المناورات خلال الأيام القليلة المقبلة اتُخذ خلال اجتماع لكبار القادة العسكريين الإيرانيين، تم خلاله أيضاً «الاتفاق على إجراءات لتعزيز أمن الحدود واستقبال القوات العراقية التي ستتمركز في المواقع الحدودية»، بدءاً من قصر شيرين حتى حدود برويزخان وحدود باشماق في مريوان وحدود تمرجين في بيرانشهر، وجميعها تقع على الحدود مع إقليم كردستان. وأضاف جزائري أن «هذا الاجتماع كان متسقاً مع السياسات الإيرانية المعلنة في شأن احترام وحدة العراق والحفاظ على سلامة أراضيه، وكذلك مع طلب الحكومة العراقية تعاون إيران من أجل إرساء سلطة الحكومة المركزية على المعابر الحدودية بين إيرانوالعراق». من جانبها، رفضت حكومة إقليم كردستان تسليم السيطرة على المعابر إلى بغداد، وقالت وزارة الدفاع العراقية إنها تعتزم ضبط الحدود بالتنسيق مع إيران وتركيا، من دون الإشارة إلى ما إذا كانت سترسل قوات عراقية إلى مواقع حدودية تخضع حالياً لسيطرة حكومة كردستان على الجانبين الإيراني والتركي. واعتبر أردوغان أن «ما يجري في شمال العراق ليس تأسيس دولة مستقلة وإنما العكس تماماً، فهناك جرح سينزف بشكل مستمر وسيتمتع البعض بنكئه». واعتبر أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلية «موساد» لعب دوراً في تنظيم الاستفتاء في كردستان العراق. وأضاف أن رفع الأكراد العراقيين أعلام إسرائيل خلال احتفالهم بنتيجة الاستفتاء «يثبت أن لهذه الإدارة تاريخاً مشتركاً مع موساد»، مشيراً إلى أن إسرائيل كانت الدولة الوحيدة التي أبدت تأييدها علناً لإستقلال الإقليم. وقال السفير السابق للولايات المتحدة في بغداد ريان كروكر ل «الحياة» إن الاستفتاء الكردي «ليس مفاجئاً»، وان واشنطن أخطأت بإعلان موقف ضده، أدى إلى تقوية بغداد وقيامها باجراءات عقابية من شأنها زيادة الأزمة تعقيداً. وعن دور الأطراف الخارجيين قال إن دور إيران «هو الأكثر اشكالية في قضية الاستفتاء»، معتبراً أنه في حال «أرادت طهران خلق المتاعب يمكنها ذلك من خلال ميليشيات قادرة على زعزعة الإستقرار بسهولة»، مضيفاً أن «تركيبة عدم الاستقرار في العراق تفيد إيران أكثر من غيرها». واقترب أمس عشرات الآلاف من عناصر الجيش العراقي و»الحشد الشعبي» من بلدة الحويجة، الواقعة جنوب غربي كركوك، لتحريرها من عناصر «داعش». وقالت مصادر أمنية إن معركة الحويجة ستكون خاطفة لأن معظم مسلحي «داعش» غادروا البلدة منذ أسابيع. لكن مخاطر ما بعد الحويجة تلقي بظلالها على المشهد الأمني بحكم قربها من مدينة كركوك المتنازع عليها، والتي تفاقم فيها التوتر بسبب الاستفتاء.