تباينت مواقف الإدارة الأميركية في شأن أزمة البرامج النووية والصاروخية لكوريا الشمالية، مع تلويح الرئيس دونالد ترامب ب «حلول عسكرية جاهزة»، في مقابل تأكيد وزير دفاعه جيمس ماتيس أن أي حرب «ستكون كارثية»، وكشفه أن الجهود الديبلوماسية بين الإدارة وبيونغيانغ «تحقق نتائج عبر قناة اتصال سرية». وظهرت تباينات أيضاً بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية، مع انتقاد سباستيان غوركا، مستشار الرئيس، تقليل وزير الخارجية ريكس تيلرسون من احتمال الخيار العسكري. وقال غوركا: «الخيارات الدفاعية من صلاحية وزارة الدفاع وليست وزارة الخارجية». ومع تواصل «استعراض القوة» الكلامي بين ترامب وبيونغيانغ، التي وصفت الرئيس الأميركي بأنه «فاقد للإدراك» وأعلنت خطة لإطلاق 4 صواريخ على جزيرة غوام الأميركية، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن أخطار اندلاع نزاع بين الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية «كبيرة جداً، استناداً إلى الخطاب المستخدم بينهما»، مضيفاً أن واشنطن «الأكثر قوة وذكاء يجب أن تتخذ الخطوة الأولى لنزع فتيل الأزمة». وعلّقت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل بأن «لا حل عسكرياً للنزاع بين الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية»، مشددة على أن الحرب الكلامية بين الدولتين «أسلوب خاطئ في معالجة الأمر». وقالت: «أرى حاجة إلى عمل مستمر في مجلس الأمن، وتعاون وثيق بين الدول المعنية بالأزمة، خصوصاً الولاياتالمتحدة والصين»، علماً أن بكين امتنعت عن التعليق على قول ترامب إنها «تستطيع أن تبذل جهداً أكبر لممارسة ضغوط على حليفتها، وهو ما أعتقد أنها ستفعله»، واكتفت بحض الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية على «توخي الحذر في أقوالهما وأفعالهما» (راجع ص7). وغرّد ترامب بأن «الحلول العسكرية موضوعة وجاهزة للتنفيذ إذا تصرفت كوريا الشمالية بلا حكمة. نأمل بأن يجد (الزعيم الكوري الشمالي) كيم جونغ أون مساراً آخر». وبدا أن كلام ترامب يندرج في إطار توزيع أدوار بينه وبين وزير الدفاع ماتيس، الذي حاول تخفيف اللهجة بإعلانه أن الحرب «ستكون كارثية»، وأن الجهود الديبلوماسية تحقق نتائج، في وقت أفادت وكالة أنباء «أسوشييتد برس» بأن إدارة ترامب «فتحت سراً منذ أشهر وفي هدوء قنوات ديبلوماسية خلفية مع كوريا الشمالية». ونقلت الوكالة عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن «مناقشات أجريت بين جوزف يون، مبعوث الولاياتالمتحدة الخاص بشؤون كوريا الشمالية، وباك يونغ إيل سفير كوريا الشمالية في الأممالمتحدة، وتناولت أوضاع أميركيين مسجونين في كوريا الشمالية ومصيرهم، ومسألة تدهور العلاقات بين البلدين الخصمين منذ أمد طويل». وأشارت الوكالة إلى أن «المفاوضات لم تفعل شيئاً حتى الآن لوقف التوترات حول الأسلحة النووية والتكنولوجيا الصاروخية لكوريا الشمالية، ما يثير مخاوف من حصول مواجهة عسكرية». لكن مسؤولين رأوا إن «المناقشات وراء الكواليس قد تكون أساساً لإجراء مفاوضات أكثر جدية تشمل أيضاً أسلحة كوريا الشمالية إذا نحى ترامب والزعيم الكوري الشمالي جانباً الخطاب المؤسف والعدائي في الأيام الأخيرة». ويتخوف خبراء من أن يقود «الخطاب الحاد للرئيس الأميركي والأخطاء غير المقصودة إلى مواجهة عسكرية». على صعيد آخر، أعلن توماس أوجيا كينتانا، مفوّض الأممالمتحدة لحقوق الإنسان في كوريا الشمالية، أن المعتقلين الأجانب في هذا البلد «لا يخضعون لإجراءات قضائية مناسبة، ويُحتجزون في ظروف غير إنسانية». وأضاف: «السلطات الكورية الشمالية ملزمَةٌ تسهيلَ نيل المعتقلين الأجانب مساعدات من قنصليات بلادهم ومترجماً. لكن هذه الحقوق لا تمنح تلقائياً وفق المعلومات التي نملكها». ورحّب المفوّض بإطلاق بيونغيانغ هذا الأسبوع القس الكندي هيون سو ليم، مراعاة لظروفه الإنسانية، مشيراً إلى أن ثلاثة أميركيين وستة كوريين جنوبيين لا يزالون محتجزين في كوريا الشمالية.