لا يصح نسيان أن الشباب تم استخدامهم في جرائم الإرهاب. أطلق إعلامنا مصطلح «التغرير» على من وقع في ذلك الفخ، ظهر آباء وإخوة مستغربين كيف وقع هذا وهم عنه غافلون، أعلن الكثير ندمهم الشديد، وكشفوا كيف تم استغلال سذاجتهم. ثم جرى نقاش طويل عن الشباب، من مخرجات التعليم إلى التوظيف، إنما لم تنتج من الاهتمام الإعلامي والشعبي مشاريع رائدة، تلاشت موجات الاهتمام أمام عقبات بيروقراطية وماكينات صدئة، لم يتوانَ القطاع الخاص عن إحداث شرخ في الثقة عندما قاتل لإثبات عدم جدية الشباب، تغافل عن أنهم يتوسطون بأجنبي للتوظيف في بلادهم. لكنه لم يتردد في استثمار أوراقهم الرسمية للتوظيف الوهمي، ولم يتردد في استغلال حاجاتهم طمعاً بما في الصناديق الحكومية من مال، ولأن الجهاز الحكومي يترك التفكير والمبادرة للقطاع الخاص وقع أسيراً له، إنه يبحث دوماً عن ماكينة جاهزة، لذلك تقع غالب المشاريع في حضن القطاع الخاص ليشكلها بحسب مصلحته، ومع ضعف رقابة استمر الوضع على ما هو عليه. تخيل أن لديك، صندوق الموارد البشرية وصندوق الفقر المسمى حالياً الاجتماعي، وبنك التسليف وغيره من مشاريع بعضها شبه خاصة مماثلة صارت لاحقاً تعتاش على أموال الدولة، ومع ذلك لم تحقق انفراجاً، نخلص من هذا إلى أن الدولة عملت واجتهدت ووفرت، لكنها اعتمدت على ماكينات أثبتت فشلها، وللأخير أسباب من الإدارة والرقابة المستمرة، أما أهم سبب فهو عدم المحاسبة، لم نقرأ أو نسمع عن محاسبة معلنة لإدارة بنك أو صندوق أو وزارة على ما صرف وأين ذهب؟ وهل تم إيقاف خطأ و»تجريب»، بل إن أجهزة حكومية لا ترغب في إعلان أسماء شركات توظف وهمياً، في حين أن الشركات عينها تقوم بحملات دعائية عن نشاطاتها «الاجتماعية». تحصل على الدعم لتقوم بالدعاية لنفسها! لذلك ندور في حلقة مفرغة، أموال تعتمد لكنها لا تحقق الهدف. الآن، مع اعتماد إعانة للعاطلين عن العمل، والتي كما يبدو فاجأت وزارة العمل وهي من الأصل غارقة في شبر ماء، كيف لنا استثمار ذلك بصورة مثلى، وحتى لا يتحول العاطلون إلى مجرد مستهلكين على قائمة الانتظار. لابد أولاً من فتح دفاتر تجارب سابقة لم تنجح، ثم إحداث برامج للشباب تعلم الانضباط، دورة في نصف عام تهدف إلى تقدير الإنتاج والعمل والخدمة العامة... تغيير السلوك، تنمية حب الأرض والوطن، زرع شجرة وغيرها من أعمال تبدو بسيطة وأثرها كبير، شرط أن يدار من خارج «الصندوق» الحكومي البيروقراطي الحالي، الذي أعلن فشله، لماذا؟ لأن من يطلب منه إيجاد حلول للمشكلة هو جزء أساسي منها. www.asuwayed.com