أجمع المشاركون في برلمان «عكاظ» الأول للشباب «الذات والاستثمار» على تحميل البنوك وشركات التمويل وصناديق الدعم مسؤولية احتضان ورعاية المشاريع الصغيرة، كشرط أساسي للاستمرار والنجاح، مطالبين بإنشاء هيئة للمشاريع الصغيرة كمظلة رسمية ترعى شؤون المستثمرين الشباب، وتلم شتات مشاريعهم أسوة بهيئة الاستثمار التي أشادوا بحماسها في دعم المستثمر الأجنبي، وتسهيل مهمته وإزاحة ما يعوق تقدمه ونجاح مشروعه، مؤكدين أنهم لا يقفون بالضد من المستثمر الأجنبي، ولا من دعمه طالما ذلك يصب في النهاية في مصلحة الوطن والمواطن، ولكنهم يتطلعون إلى حقهم في أن يحظوا ولو بجزء يسير من الدعم والرعاية والدلال الذي يعامل به المستثمر الأجنبي. واستعرض مستثمرون شباب في برلمان «عكاظ»، جانبا من تجاربهم الناجحة، وكيف تمكنوا من تجاوز حزمة العوائق التي اصطدموا بها في بداية مشوارهم، مطالبين ببرنامج وطني شامل يبدأ من المنزل مرورا بالمدرسة والجامعة وانتهاء بالبنوك وشركات التمويل، يهتم بإشاعة المفاهيم الإيجابية عن العمل الحر، وتشجيع الشباب على الانخراط فيه، وتوفير الجهات الراعية لهم، حفظا لحقوقهم، وبث الطمأنينة في نفوسهم، سيما أن هذا المجال قادر على استيعاب كافة الباحثين عن عمل، وخلق ملايين الفرص للأجيال القادمة . هنا تفاصيل مداولات البرلمان: افتتح البرلمان رئيس تحرير عكاظ بكلمة جاء فيها: أنتم في بيتكم، فكرة هذا اللقاء انطلقت من إحساس هذه الصحيفة بأن المستقبل يبنيه الشباب، ونحن نود مساعدة الشباب لتحقيق المستقبل الذي يطمحون إليه، لذلك حرصنا على أن يكون هناك لقاء شهري، يجمع صفوة من الشباب لتبادل الرأي، والوصول في النهاية إلى قواسم مشتركة، تبحث في مستقبلهم، وتطلعاتهم وما يحلمون به، ولعلنا نستطيع أن نوصل هذه التطلعات إلى أصحاب القرار، لذلك أنتم نواة لهذا المجلس الذي أتمنى أن يستمر، وأن يتوسع، وأن يصبح ضيوفه بالمئات والآلاف، والهدف الرئيس من هذا اللقاء ، تقريب وجهات النظر، وإسماع المسؤول صوتكم كأقرب وسيلة لخدمة هذا البلد ليسمع منكم، وتسمعون منه، أتمنى لكم حوارا مفيدا وبناء ومثمرا. بيروقراطية.. وبنوك تركي السليماني: أنا متفائل لواقع ومستقبل الاستثمار في المشاريع الصغيرة، مع أن بداية أي مشروع استثماري تشكل العائق الأكبر نظرا لما تتطلبه من اختيار دقيق لمجال العمل، وما يلي ذلك من وضع خطة دقيقة ،والعمل على تحويل المعوقات إلى محفزات لبذل المزيد من الجهد لتجاوزها، ولا أرى أن هناك معوقات أو صعوبات يمكن أن تعطل الإنسان عن الوصول إلى هدفه بشرط أن تتوفر الإرادة الحقيقية والفاعلة. عوائق النساء نورة منصوري: الوضع أصعب بالنسبة للشابات والسيدات في مجال الاستثمار، وتكمن تلك الصعوبة في القيود التي تحد من الحركة وإنجاز المرأة لمهماتها وأعمالها بنفسها، وهذا العائق يحد من أعداد النساء الراغبات في الاستثمار ،أو اللائي نجحن في بناء مشروع استثماري، والنجاح في هذه الحالة مرهون بوجود ولي أمر متفهم وداعم لعمل المرأة في كافة المجالات. إجراءات طويلة المعتصم بالله علام: المشكلة تبدأ من استخراج التصريح والإجراءات الطويلة والبيروقراطية. إضافة إلى صعوبة الحصول على تمويل للمنشآت الصغيرة،فيما تطلب البنوك ضمانات كبيرة من الشركات يصعب توفيرها من قبل المنشآت الصغيرة والمتوسطة. مشكلة تمويل بندر رواس: أتفق مع الأخ المعتصم فنظام البنوك لا يمول سوى شركات من فئة معينة لايقل رأس المال فيها عن 50 مليون ريال، ويستحيل موافقة البنوك على تمويل شركة جديدة بحكم طلبها ميزانيات ثلاث سنوات على الأقل لتدرس طلب التمويل. بحيث تكون الميزانيات مدققة، وهذه الميزانيات تعتبر باهظة الثمن على المنشآت الصغيرة والمتوسطة،فالبنوك تمول الأفراد ولا تمول هذه المنشآت، وأقترح أن تقوم كل شركة وفقا لدراسة وتنظيم معين ،بتمويل المشاريع الصغيرة من منطلق المسؤولية الاجتماعية، و فيما يتعلق بمعوقات الاستثمار فمشكلتنا الكبرى في البيروقراطية وليست في التعليم أو التمويل، في مجال عملي وهو المقاولات، فرض علينا في هذا العام قانون غريب وهو ضرورة الحصول على رخصة بلدية لممارسة النشاط؛ فيما تشترط رخصة البلدية أن يفتح المقر على شارع عام، ولا أدري ما الداعي للتواجد على شارع عام رئيسي. وهناك مشكلة أخرى وهي الغرامات التي تفرضها التأمينات الاجتماعية ونسبها العالية التي تتجاوز النسب المفروضة من قبل البنوك في حال التأخر في الدفع يوم واحد. لست ضد الغرامة ولكن يجب أن تكون منطقية وفي حدود المعقول،على أي حال ملاحظتي أن معظم الشباب إن لم يكن جميعهم يودون العمل من خلف مكتب، وبالتالي هناك وظائف تستلزم العمل الميداني طوال الوقت (مندوب مبيعات) على سبيل المثال ، وما يحدث الآن هو أن العمل والعمال أو مكتب الاستقدام ،يمنعان استقدام مندوب مبيعات، والشاب السعودي لا يريد وظيفة تتطلب التواجد طول الوقت في الميدان مع عملاء في المكاتب والشركات الأخرى. منظومة التعليم يوسف الدباغ: أبدأ حديثي بتساؤل أطرحه على جميع المشاركين وهو: ما هو المشروع الناجح في حال توفر رأس مال قدره 100 مليون ريال؟ لا أتوقع أن نجد مشروعا غير ناجح في حال كان رأس المال بهذا الحجم، وبالتالي كلما انخفضت ميزانية المشروع كانت المسألة أصعب. المشكلة أن الشباب يفكر دائما بالبدايات الكبيرة ولا يفكر أن يبدأ برأس مال بسيط، وعليه لو حللنا مسألة التمويل ستظهر المشكلة الأساسية وهي مسألة التعليم، وكيفية الحصول على شباب متخرج من الجامعات ويبحث عن شيء آخر غير الوظيفة كأن يكونوا رواد أعمال، ما زلت أتذكر عندما كنت طالبا وأعاقب بالضرب أحيانا في حال حضرت إلى المدرسة ولم أتمم حل الواجب المدرسي، ولذلك نظامنا التعليمي لا يحفز على المبادرات. كيف يحدث هذا خالد مقبول: كثير من شبابنا وشاباتنا لديهم أفكار خلاقة وجميلة وجديدة ولكن المشكلة في أنهم لا يجدون من يساعدهم على تحقيقها وتنفيذها، وبالتالي لا يجدون الفرصة لأن تجد أفكارهم النور، ونسمع عن الكثير من الصناديق التي تدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة من مختلف الجهات مثل المؤسسة العامة للتدريب المهني والغرفة التجارية، فيما يتحدث الجميع عن أن التمويل لازال العائق الأكبر أمام استثمار الشباب، كيف يحدث هذا. شروط تعجيزية سلطان بن محفوظ: سأتحدث عن معوقات الاستثمار عند الشباب بتفصيل أكبر، وبالتحديد عن آلية صرف التمويل في حال استجابت صناديق الدعم وما يطغى عليها من تعجيز وبيروقراطية، فالدعم يتم على مراحل ولا يصرف دفعة واحدة، وما يخلفه ذلك من ضرر على المستثمر عند التزامه بتوفير طلبيات معينة في وقت محدد، مما يضطره إلى توفير قيمة الطلبية حتى لا يتعثر وصولها نتيجة انتظار الصرف على مراحل، وما يتكبده المستثمر الشاب من ضرورة توفير 60 % على الأقل من رأس المال حتى يستطيع البدء في المشروع وتجهيزه، ولكل قطاع أو مجال من المجالات معوقاته الخاصة. رأس المال العائق الأكبر سارة القفيدي: العائق الأكبر هو رأس المال والتمويل قبل الفكرة في ترتيب صعوبات أي مشروع استثماري، والبنوك لا تعطي سوى قروض فردية لا تتعدى ال 200 ألف ريال، واسمحوا لي هنا أعرض جانبا من تجربتي مع عدة صناديق لتمويل المشاريع الصغيرة مثل صندوق المئوية؛ إذ استغرق الرد على طلبي وقتا طويلا ما بين 12 إلى 18 شهرا، وبعدها أبلغت بموعد المقابلة الشخصية التي انتظرتها 30 شهرا، ومعروف أن صاحب الفكرة الجيدة والخلاقة لن ينتظر مدة سنتين ونصف السنة حتى يعرف الجواب فيما إذا كان سيتم تمويل مشروعه أم لا، والنقطة الأخرى والأهم ضمن شروطهم التعجيزية هي أن يكون صاحب الطلب عاطلا عن العمل. أي ألا يكون موظفا أو صاحب عمل، أو لديه دخل شهري أكبر من 2000 ألفي ريال. بيئة حاضنة للمشاريع أحمد الراضي: الإجراءات المتبعة لدى صناديق الدعم تعتمد في الغالب على الوفاء ببعض الاشتراطات الشكلية البسيطة، ودراسة مقتضبة تؤهل للدخول في البرنامج. ومن ثم متابعة مراحل التنفيذ فيجد الشاب نفسه في تجربة لا يلم بكل أبعادها وما قد تؤول إليه من فشل، ويجب اللجوء لأهل الخبرة من رجال الأعمال وحثهم على استقطاب الشباب ودعمهم بشكل فعلي ومدروس ومنظم، بحيث تنشأ مشاريعهم في بيئة حاضنة يشرف عليها أهل الخبرة وتحت رعايتهم، وإمكانية تحقيق ذلك من خلال إنشاء المسابقات أو الشراكة أو أي شكل آخر يستحدث لهذا الغرض. ومن الأسباب التي تقوض نجاح المشاريع الصغيرة عدم توفر دراية كافية لدى الشاب بالمجال الذي ينوي الخوض فيه ويتطلب خبرة عميقة ونضجا، إضافة إلى أن المشروع من ناحية أخرى بحاجة لوقت حتى تنضج التجربة، وهذا بالنسبة للشاب محدود الإمكانات غير متاح نظرا لارتفاع كلفة استئجار المواقع التي أضحت الهم الأكبر، بل أهم معوقات الاستثمار، وعليه فما المانع أن تسخر صناديق الدعم من مواردها لإنشاء مراكز تجارية مخصصة تمنح وحداتها للشباب لفترات محددة تمنحهم الوقت المطلوب للتمرس، واكتساب الخبرة والحصول على عائد مادي معقول تمهيدا للانتقال لخطوة أكثر جدية، وليس بالضرورة أن توسم تلك المراكز بما يشير إلى أهدافها الاجتماعية أو بأسماء ذات دلالات من هذا النوع ما قد يتسبب في عزوف الناس ،وبالتالي فشل تلك المراكز التي يجب أن تكون مراكز منافسة تتحلى بكافة عناصر الجذب اللازمة.على أية حال دعم المشاريع الصغيرة هدف يستحق كل الدعم والمشاركة، ولا شك أن هذا الملتقى للحوار والمناقشة حول هذا الموضوع خطوة هامة وبادرة جميلة في هذا الاتجاه أشكر القائمين عليه وأرجو لهم التوفيق والسداد. المشاركون في البرلمان • بندر حسن رواس.. ماجستير من جامعة إسكس البريطانية في نظم معلومات محاسبية، عضو مجلس الغرف التجارية السعودية، عضو اللجنة الاستراتيجية التجارية في غرفة جدة ومالك ومؤسس مجموعة شركات. • يوسف حسين الدباغ (27 عاما).. التسويق الإلكتروني و تطوير حلول مواقع الإنترنت • تركي بن أحمد السليماني.. مدير عام مؤسستي تاس للمقاولات والعقارية، وعضو مجلس إدارة سكادو • سلطان بن محفوظ.. ماجستير إدارة الأعمال التنفيذي، المدير التنفيذي لمجموعة السلوى السياحية، ونائب رئيس لجنتي شباب الأعمال والتنشيط السياحي في غرفة جازان • أثير قربان.. محام ومستشار قانوني • أحمد الراضي.. محام ومستشار قانوني • نورا منصوري.. باحثة دكتوراة في إدارة الكربون من أجل التنمية المستدامة جامعة لندن • المعتصم بالله زكي عالم (25 عاما) .. ماجستير اقتصاد مالي و محاضر في كلية إدارة الأعمال (CBA) • يوسف راضي.. ماجستير علوم حاسبات وأخصائي بنية تحتية لتقنية المعلومات • أوس أكبر.. صاحب شركة ومدير تسويق دار أزياء • أنمار فتح الدين.. من شباب الأعمال • يولا طالب.. مديرة تسويق • سارة القفيدي.. مديرة مشاريع أهداف البرلمان يهدف الملتقى إلى الاقتراب أكثر من أذهان الشباب، والتفاعل معهم بصورة إيجابية، والتعبير عن تطلعاتهم وهمومهم وآرائهم بشفافية تامة، وصولا إلى نتائج وتوصيات ومبادرات تخدم الأهداف الإيجابية التي يسعون إلى تحقيقها. المحاور معوقات وصعوبات الاستثمار في المنشآت الصغيرة، تجارب ومشاريع ناجحة، مجالات الاستثمار، أفكار ومشروعات جديدة، دور القطاعين الحكومي والخاص والنتائج والتوصيات. التوصيات تكوين هيئة للمسؤولية الاجتماعية تدعم المنشآت الصغيرة. مركز يتولى التنسيق بين الغرف التجارية لتقديم الدعم لشباب الأعمال. دخول التأمينات الاجتماعية ومصلحة معاشات التقاعد في تمويل المشاريع الصغيرة. ملتقى يجمع رجال الأعمال والمستثمرين بأصحاب الأفكار من الشباب للمشاريع الصغيرة. إنشاء جهاز تسويقي في الجامعات يتبنى أفكار خريجيها للمشاريع الصغيرة ويوفر الدعم لها من رجال الأعمال والمستثمرين. إنشاء هيئة للمشاريع الصغيرة على مستوى المملكة تقدم الدعم المادي والاستشاري.