أكد ممثل السعودية في اللجنة الدولية لتخفيف المخاطر الزلزالية رئيس مركز الدراسات الزلزالية في جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العمري، أن الدول العربية في معزل عن تأثيرات زلزال «تسونامي اليابان» الذي ضربها أمس، كونه بعيداً جداً عنها، وارتباط شبه الجزيرة العربية بالصفيحة المحيطية الأفريقية، مشيراً إلى أن الزلزال ناتج من صفائح محيطية اصطدمت بقوة عنيفة في داخل المحيط، ما ساعد في انفجار «تسونامي» بدرجة 8.8 على مقياس ريختر. وأضاف ل «الحياة»: «الزلزال كان قريباً من سطح البحر وضحلاً، إذ وصل عمقه إلى 24 كيلومتراً، وعلى بعد 130 كيلومتراً عن اليابسة، اصطدمت الصفيحتان بحركة رأسية إلى أعلى ما دفعته بكميات ضخمة باتجاه الشاطئ»، متوقعاً استمرار الوضع على ما هو عليه ليومين على أكثر حال ومن ثم يتلاشى الزلزال في المنطقة اليابانية. وذكر أن الزلزال لن يتوقف حتى هذا الحد، بل سيمتد تأثيره على شواطئ أميركا وروسيا، لكنه سيصل ضعيفاً من دون وجود ما يثير القلق، مشيراً إلى أن الزلزال بدأ بارتفاع 10 أمتار إلى الأعلى قبل أن يمشي إلى الشاطئ. وتابع: «ما قلل من حجم الكارثة على اليابان هو الاستعداد الفعلي والجيد مسبقاً لاستقبال أي زلزال متوقع، فالتحصينات الهندسية في الجزر اليابانية لديها مقاومة جيدة جداً، ووجود نظام خاص للمباني متطوّر، والإنذار المبكر، لكن لم يستطع البشر مقاومة الزلزال»، لافتاً إلى أن المنطقة التي وقع فيها نشطة زلزالياً ولها تاريخ زلزالي عريق، وتتميّز بأنها منطقة التقاء الجزر المحيطية، وصفائحها المحيطية سريعة جداً أثناء التصادم، ويكون أسرع وأقوى من الذي وقع في إندونيسيا قبل أعوام عدة. وأوضح أن الحركة الرأسية للزلزال رفعت طبقات القشرة الأرضية من الأسفل، فانطلقت الموجات السطحية بسرعة عالية نحو الشاطئ. وقال: «أتوقع أن يضرب الزلزال دولاً عدة في آسيا وأميركا لكن بدرجة خفيفة وليست عنيفة، خصوصاً أن الزلزال الذي ضرب اليابان تعادل سرعته سرعة الطائرة أثناء خروجه من البحر إلى السطح، وكلما كانت المنطقة ضحلة قلّت سرعته، وهو يدخل إلى اليابسة مدمراً كل شيء أمامه بسبب عنفه وقوته، ولا ننسى أن عدم وجود مصدات على السواحل يساعد في سيره باتجاه اليابسة بقوة»، مشيراً إلى أن زلازل أخرى وقعت على امتداد حزام حلقة النار مروراً من اليابان، وإندونيسيا، والفيليبين، وأستراليا، بيد أنه يصلها بقوة أخف من سابقها، وهذا ما يفسر احتكاك الصفائح ببعضها وسط تأثيرات أقل في كل دولة يصلها.