بعد غياب قسري فرضته الظروف، أعاد الصانع الأميركي جنرال موتورز إحياء طراز كامارو أسطورة الستينات. فبعد تقديمها كنموذج في بداية الأمر، جاء الضوء الأخضر لإنتاج نسخة مخصصة للاستهلاك التجاري الواسع. هكذا «ولد» الجيل الخامس من كامارو بعد ثمانية أعوام من الترقب والانتظار، وتحديداً بعد توقف إنتاج آخر أجيال هذا الطراز عام 2002. وباتت كامارو الجديدة نسخة عصرية من موديل العام 1969، وهي مكونة من جسد كوبيه من بابين مع استعانتها بقاعدة عجلات أقصر طولاً من فئة «زيتا»، التي سبق أن استخدمتها جنرال موتورز في سياراتها السيدان ذات الدفع الخلفي. كما حافظت كامارو على طابع العضلات المفتولة خصوصاً في تصميم المقصورة الداخلية الى جانب اعتماد محركات قوية من ست أو ثماني اسطوانات وتصميم هندسي متطور. تتمتع كامارو الجديدة بطلّة عصرية مهيبة، ويبلغ طولها 4836 ملم، عرضها 1918 ملم وارتفاعها 1376 ملم. وقد مزج تصميمها بين طابع العضلات المفتولة والأبعاد الكلاسيكية المستوحاة من طراز الستينات، لذا جاءت الواجهة الأمامية بطابع هجومي من خلال مصابيح دائرية الشكل وشبك تهوئة بارز، إضافة الى رفاريفها النافرة والقبة التي تعلو غطاء المحرك المصنوع من الألومينيوم وكذلك فتحة التهوئة الإضافية المستقرة أعلى الشبك تماماً في طراز SS. في حين يتميز القسم الأمامي بمقدمه الطويل على شكل حرف V، والأكتاف العريضة التي تخفي وراءها عجلات كبيرة الحجم قياس 19 بوصة قياسياً، بينما زودت الفئة SS بعجلات قياس 20 بوصة مكسوة بإطارات قياس 245/45 في الأمام و275/40 في الخلف. كما يبرز تصميم الجوانب المميز بخط سقفه الملتوي في اتجاه المؤخر حيث الأبعاد المدمّجة ومصابيح ذات خلفية حمراء اللون، فضلاً عن دعائم حماية سفلية تحوي مخرجي عادم كروميين جذّابين. مقصورة رياضية ومريحة لأربعة ركاب مثلما إستوحى مهندسو كامارو التصميم الخارجي من طراز الستينات، كذلك الأمر بالنسبة للمقصورة التي تتسع لأربعة ركاب (2+2). ويظهر ذلك جلياً من خلال المقود ثلاثي الأذرع متعدد الاستخدامات، العدادات المربعة ذات الأضواء المبهرة فئة «LED»، لوحة القيادة الأنيقة والكونسول الوسطي الذي يحوي أزراراً وعتلات التحكّم بالوظائف الحيوية. كذلك زودت مقصورة كامارو بمقاعد رياضية ذات حواف نافرة لتثبيت أجسام الركاب، مكيف أوتوماتيكي عالي الفعالية، مثبّت السرعة والنظام الصوتي المتطور. كما تتوافر في فئات SS و LT المزودة بعلبة تروس أوتوماتيكية، مقود متعدد الاستخدامات وتقنية بلوتوث لإجراء المكالمات الهاتفية، نظام تشغيل آلي من بُعد ووصلة الناقل العام USB، ونظام صوتي بقدرة 245 وات متصل بتسعة مكبرات للصوت. على صعيد آخر، «نالت» كامارو هيكلاً صلباً نظراً للاستخدام المكثّف للفولاذ المقوّى في انحاء الهيكل المعتمد والاستعانة بمناطق خاصة لإمتصاص قوة الصدمات وإبعادها عن مقصورة الركاب، فضلاً عن الوسائد الهوائية الأمامية والجانبية، مع إمكان استشعار شغور المقعد الأمامي لتفعيل الوسائد أو ايقاف انطلاقها، إضافة الى أحزمة الأمان ثلاثية نقاط التثبيت مع نظامي الشدّ المسبق والإرتخاء التدريجي. قدرات رائدة واستفادت كامارو الجديدة من ثلاثة خيارات للمحركات، الأصغر من ست أسطوانات V6 بسعة 3.6 ليترات، نجده في نسخة كامارو LT، يعمل بتقنية البخ المباشر للوقود. كما يتبنى تقنية التحكّم بتوقيت فتح الصمامات وزاوية هذا الفتح VVT وغلقها، ليولّد قدرة 323 حصاناً عند 6600 دورة في الدقيقة، وعزم 380 نيوتن متر عند سرعة 5200 دورة في الدقيقة، ويتصل بعلبة تروس يدوية أو أوتوماتيكية من ست سرعات. أما المحرك الأقوى فهومن ثماني اسطوانات V8، تبلغ سعته 6.2 ليترات، نجده في كامارو SS المزودة بعلبة تروس أوتوماتيكية سداسية النسب، مع الإشارة الى تبنيه تقنية الإدارة الفاعلة لاستهلاك الوقود، والتي تعمل على إغلاق أربع اسطوانات أثناء القيادة البطيئة أي أنها توقف عمل نصف الأسطوانات عندما لا يوجد داعٍ لإستخدامها، ما يؤدي الى استهلاك غالون واحد فقط عند إجتياز 30 ميلاً على الطرق السريعة. ويولّد هذا المحرّك من فئة L99 قدرة 441 حصاناً عند سرعة 6000 دورة في الدقيقة إضافة الى 615 نيوتن متر عند سرعة 4400 دورة في الدقيقة كحدّ أقصى لعزم دوران. وأخيراً، تتوافر كامارو SS المزودة بعلبة تروس يدوية من ست سرعات، بمحرك فئة LS3 بسعة 6.2 ليتر أيضاً، من دون تقنية الإدارة الفاعلة لإستهلاك الوقود، لترتفع قدرته الى 462 حصاناً عند 6400 دورة في الدقيقة إضافة الى عزم 608 نيوتن متر عند سرعة 4800 دورة في الدقيقة، وتنقل مختلف أنماط علب التروس عزم الدوران الى العجلات الخلفية. تطور رياضي زودت كامارو الجديدة بنظام ستابيلتيتراك للتحكّم الإلكتروني بالثبات، الذي يتناسق مع الأنظمة الإلكترونية شأن مانع الإنغلاق الكبحي ABS، ونظام مانع الإنزلاق الدفعي TCS. وتتوافر الفئة SS أيضاً بنمط قيادة رياضي يرفع أداء نظام التحكّم الإلكتروني بالثبات، كما يحوي خاصية التحكّم بالإنطلاق Launch Control، ما يُتيح أداء تسارعياً لافتاً عند الانطلاق من السكون. وزودت هذه السيارة الرياضية نظام تعليق مستقل على العجلات الأربع، مع اعتماد قوائم انضغاطية ثنائية الكرات مع عارضة مانعة للتمايل الجانبي على المحور الأمامي، في حين جاء نظام التعليق الخلفي متعدد الوصلات الى جانب ذراع بتحكّم علوي على هيئة حرف L، علماً أنه عزل بطريقة مضاعفة بغية تقليص اهتزازات الهيكل الى أقصاها. وتتناسق أنظمة التعليق مع أنظمة الكبح التي تستفيد من أقراص مهواة في الأمام والخلف بقطر كبير بالفئة LT، في حين استفادت الفئة SS من أقراص فئة بريمبو بقطر 355 ملم في الأمام و 365 ملم في الخلف. متعة خطرة خلال تجربتي لكامارو الجديدة في الإمارات لأكثر من 500 كلم، لفت نظري أداء محركاتها المختلفة بحيث يكفل محرك V6 إمكان الإنطلاق من السكون الى سرعة 100 كلم/س في غضون 6.1 ثواني، في حين يقطع محرّك V8 المسافة ذاتها في 4.7 ثواني، علماً أن معدلات استهلاك الوقود تبلغ 9.4 ليترات لمحركات V8 و8.1 ليترات لمحركات V6 لكل 100 كلم. وتذكرنا مقصورة كامارو الداخلية بأيقونة الستينيات بكل تفاصيلها الصغيرة مثل المقود والعدادات وغيرهما، وإن جاءت هذه «المقصورة العصرية» مليئة بالمواد البلاستيكية التي خففت من تألقها وجاذبيتها بخلاف الخطوط الخارجية التي تحمل الطابعين العصري والقديم وتحديداً من طراز 1969. والى جانب رحابة المقاعد الأمامية على مستوى مساحات الرؤوس والأرجل، يتميز قسم المقاعد الخلفية، برحابته النسبية ويتضمن مساحات كافية للأرجل والرؤوس. لكن وفي المقابل، يُعتبر صندوق الأمتعة صغير، ولا يتّسع سوى لأغراض معدودة. كذلك لفتتني مستويات العزل في المقصورة، وكل ذلك بسعر مبدئي أكد المكتب الإقليمي لجنرال موتورز أنه سيكون منافساً قوياً لبقية الطرز. www.carsandspeed.com