ستعرض دار «سوذبيز»، للمزادات ظُلة (ستارة) ملكية تعود الى مهراجا بارودة في مزادها في نيويورك في 24 الجاري، ويتوقع أن تتصدر هذه التحفة قائمة الأعمال المشاركة في مزاد الأعمال الفنية لمنطقة الهند وجنوب شرقي آسيا، أحد سلسلة مزادات أسبوع آسيا، فهي تزدان بالمجوهرات النفيسة التي جعلت منها علامة فارقة في هذه المزادات. وتتلألأ كامل الظلة باللآلئ ومجوهرات «البصرة» الطبيعية وأزهار كرمة العنب المورقة والمؤلفة من خرز زجاجي ملون يعززها وجود قطع من الألماس والزمرد والياقوت الأزرق، ويصل العدد الإجمالي لتلك المجوهرات الى أكثر من 500 ألف قطعة. وبقي هذا العمل الفني متوارياً عن الأنظار لأكثر من 100 سنة الى أن عرض خلال معرض «المهراجا: أبهة بلاط ملوك الهند» والذي نُظم في متحف «فكتوريا وألبرت» في لندن العام الماضي. ويتوقع أن يصل سعر هذه الظلة الى 3.5 مليون دولار أميركي. ويعود تاريخ تصنيع الظلة الى ما بين عامي 1865 - 1870 بطلبٍ من مهراجا بارودة «خاندي راو جيكوار». وجاءت الأمر بإتمامها كجزء من مجموعة كاملة تتضمن بساط بارودة اللؤلؤي ذائع الصيت، والذي بيع في مزاد «سوذبيز» في الدوحة عام 2009. وتألفت المجموعة من أربعة بُسط مستطيلة الشكل ومرصعة بالمجوهرات والألماس، إضافة الى هذه الظلة المستدرية. ولم يتبق من تلك المجموعة الخُماسية الملكية سوى القطعة التي بيعت والظلة الحالية. وشاع عن المهراجا في ذلك الوقت نيته إهداء المجموعة لتزيين قبر النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بها في المدينةالمنورة، ولكن المهراجا توفي قبل أن يقوم بإهداء تلك المجموعة النفيسة، لتبقى في حوزة عائلته قرناً آخر من الزمن. وآل عرش مملكة بارودة الى جيكوار في العام 1856، وكانت البلاد تتمتع في ذلك الوقت بثقل ثقافي وسياسي وتعززت الأوضاع مع مجيء هذا المهراجا الداعم والمحب للفنون. وحال تسلمه مقاليد الحكم في بلاده عمد جيكوار الى إنشاء بلاط ملكي فخم طغت عليه مظاهر الأبهة والعظمة. وعُرف عن المهراجا ولعه بالمجوهرات الثمينة، حيث أقدم في العام 1867 على شراء الألماسة الأكبر في العالم آنذاك «نجم الجنوب». وتقف الظلة المعروضة اليوم شاهداً على مظاهر الترف والبذخ التي لفّت بلاط المهراجا. وهذه القطعة الفنية عُرضت في معرض الفنون الهندية عام 1902 - 1903 في العاصمة دلهي، وكان المعرض مخصصاً لعرض مقتنيات المهراجا جيكوار. ونقلت في ما بعد الى موناكو من قبل الإمبراطورة «سيتا ديفي» أحدى أشهر إمبراطورات الهند، وقد اصطحبت الإمبراطورة كذلك معها البساط المشهور ضمن مقتنياتها الخاصة عندما خرجت من الهند. وحظيت الهند في الفترة التي حكم فيها المهراجا جيكوار بكوكبة من أبرز النخب في مجال الأعمال الفنية، والذين تدربوا على فناني البلاط المغولي.