غادرت مجموعة أولى من عشرين لاجئاً مخيمَ احتجاز مثيراً للجدل تديره أستراليا في منطقة المحيط الهادئ أمس، متوجهة إلى الولاياتالمتحدة، عملاً باتفاق يندد به الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ويتم نقل هذه المجموعة في إطار اتفاق بين كانبيرا وإدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، انتقده بشدة ترامب عند وصوله الى البيت الأبيض. وتعتمد أستراليا سياسة صارمة للغاية تجاه اللاجئين الذين يحاولون الوصول إلى شواطئها، فترسلهم إلى مخيمات في جمهورية ناورو أو إلى جزيرة مانوس في بابوازيا-غينيا الجديدة. في المحصلة، لا تستقبل أستراليا أي لاجئ على أراضيها وتحاول إرسال الذين يستوفون من بينهم معايير حق اللجوء إلى دول أخرى. ووافقت إدارة أوباما على استقبال عدد غير محدود من بين اللاجئين الى أستراليا، بعد أن وافقت الأخيرة على استقبال لاجئين من أميركا الوسطى محتجزين في مخيمات تديرها الولاياتالمتحدة. ووصف ترامب بعد وصوله إلى الحكم الاتفاق بال «غبي». وأعلنت السفارة الأميركية في بورت مورسبي أن 24 لاجئاً كانوا محتجزين في مانوس، غادروا بابوازيا إلى مانيلا ومنها إلى وجهة غير محددة في الولاياتالمتحدة. وقالت الناطقة باسم السفارة بيفيرلي ثاكر: «إنها المجموعة الأولى التي تحصل على الضوء الأخضر، بعد أن خضعوا لعملية تحقق متقدمة للغاية واستوفوا كل معايير إعادة توزيعهم». وأضافت أن حوالى 30 آخرين محتجزين في ناورو سيغادرون في «الأيام القادمة». ولم تُحدد جنسيات هؤلاء الذين تم نقلهم كما لم يعرف عدد اللاجئين الذين قد ينقلون الى الولاياتالمتحدة في المستقبل. وتابعت ثاكر: «ننتظر نقل لاجئين آخرين في الأشهر القادمة. سيتغير الجدول الزمني بناء على مدة عمليات التحقق». وهناك حوالى 800 رجل هم محتجزون في مانوس، فيما يحتجز 371 لاجئاً من بينهم رجال ونساء وأطفال في ناورو، وفق أرقام الإدارة الأسترالية الصادرة في 31 تموز (يوليو) الماضي. ونندت منظمات حقوقية كثيرة بظروف الحياة في مانوس وناورو، مشيرة إلى أن المحتجزين يعانون من مشاكل نفسية خطيرة بعد تسجيل محاولات انتحار عدة وحالات إيذاء النفس. واعتبرت محكمة بابوازيا غينيا الجديدة العام الماضي، أن احتجاز لاجئين في مانوس أمر غير دستوري. ومن المتوقع أن تغلق كانبيرا المخيم قريباً.