شككت روسيا أمس، بالطابع «الديموقراطي» لانتخابات رئاسية مقررة في 25 الشهر الجاري في أوكرانيا، «على دوي المدافع»، منتقدة العملية العسكرية التي تنفذها كييف منذ شهر في شرق البلاد الخاضع لسيطرة انفصاليين مسلحين موالين لموسكو. وقالت وزارة الخارجية الروسية: «يمكن التساؤل إذا كان تنظيم انتخابات على صوت المدافع يتطابق مع المعايير الديموقراطية لعملية انتخابية». وأعقب ذلك إعلان اللجنة الانتخابية في أوكرانيا احتمال تأجيل الانتخابات. وكررت موسكو استياءها من العملية العسكرية السلطات شرق أوكرانيا، معلنة تأزم الوضع حول مدينة سلافيانسك بمنطقة دونيتسك ليل الجمعة الماضية «مع تنفيذ الجيش الأوكراني بدعم من طائرات محاولة جديدة لاقتحام المدينة، وقصف مبانٍ مدنية بمدفعية ثقيلة، ما أسفر عن جرحى». وأضافت إن «العمليات ضد المدنيين تدل على نفاق سلطات كييف التي تكذب بإعلان استعدادها لتنفيذ اتفاق جنيف الذي أبرم في 17 نيسان (أبريل) الماضي، وخريطة طريق قدمتها منظمة الأمن والتعاون الأوروبية لإنهاء الأزمة، ونأمل بأن يضغط الشركاء الغربيون على كييف لدفعها بدء عمل حقيقي للتحرك نحو وفاق وطني»، علماً أن السلطات دعت إلى «طاولة مستدير» في مدينة خاركيف (شرق) أمس. واحتجزت قوات حرس الحدود الأوكرانية زعيم الانفصاليين الموالين لروسيا فاليري بولوتوف الذي كان نصّب نفسه حاكماً لمدينة لوغانسك، لدى عودته من روسيا حيث عولج من جروح أصيب بها في محاولة اغتيال تعرض لها الثلثاء الماضي. لكن حوالى 200 من أنصاره نجحوا في إطلاقه اثر معركة بالرشاشات والقنابل عند نقطة تفتيش. في غضون ذلك، طالب أندريه ديشيتسيا، القائم بأعمال وزير الخارجية الأوكراني في مقابلة مع صحيفة «دي فيلت» الألمانية الغرب بفرض عقوبات أكثر صرامة على روسيا التي اتهمها بشن «حرب خفية» شرق أوكرانيا. وقال: «يجب أن تشمل العقوبات قطاعات اقتصادية مثل المصارف، وصنّاع القرار، كما من المهم اتخاذ عقوبات وقائية قبل أن تتسبب روسيا بمزيد من الضرر». وأضاف: «على السياسيين الألمان أن يدركوا أن روسيا لن تتوقف عند لوغانسك ودونيتسك»، علماً أن برلين تقيم علاقات اقتصادية قوية مع روسيا، ويجهد أرباب الصناعة الألمان لإثناء المستشارة أنغيلا مركل عن فرض عقوبات اقتصادية صارمة جديدة لتجنب أضرار واسعة على الشركات المحلية والاقتصاد. كذلك أبدى ديشيتسيا خشيته من منع أوكرانيين في الشرق من التصويت في الانتخابات الرئاسية، لأنهم سيتعرضون لترويع من «إرهابيين» وسيخشون الانتقام. وفي اتصال هاتفي أكد الرئيسان الأميركي باراك أوباما والفرنسي فرانسوا هولاند، أن روسيا ستتحمل تكاليف إضافية «مؤثرة» إذا واصلت «تصرفاتها الاستفزازية والمزعزعة للاستقرار».