اعتبر وزير الإعلام اللبناني ملحم الرياشي بعد زيارته وزير الداخلية نهاد المشنوق أمس، أن «الكلام التبريري الذي رافق لقاء وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل نظيره السوري وليد المعلم في نيويورك عن ضرورة التفاوض بين البلدين» هو «خارج منطق البيان الوزاري القائم على النأي بالنفس». وقال: «إذا أراد بعضهم مخالفة هذا المنطق فحكماً وضع الحكومة سيكون في خطر». واستمر «التواصل اللبناني» مع النظام السوري من خلال لقاء باسيل- المعلم يوم الجمعة الماضي، محور سجال بين المشنوق وباسيل، بعدما كان المشنوق اعتذر عن عدم المشاركة في الوفد اللبناني برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون في الزيارة الرسمية لفرنسا. وقال الرياشي: «منذ 7 سنوات نحن مع الإجراءات الحكومية بالنأي بالنفس عن المشاركة في أي لقاء او علاقة مع النظام السوري لأننا بذلك نكون نشارك بلقاءات مع حكومة غير قائمة عملياً، وكما تعرفون لا يوجد في السماء السورية سوى الطيران الروسي والطيران الأميركي يجولان، وإذا عزا بعضهم التواصل لإعادة النازحين، فلا اعتقد أن التفاوض مع النظام يعيد النازحين لأن جزءاً من مشكلة النازحين هي مع النظام ولأن الموالين للنظام سيعودون من دون تفاوض والمعارضين للنظام لن يعودوا حتى لو كان هناك تفاوض، فالتفاوض مع النظام هو لزوم ما لا يلزم». واعتبر «أن الكلام الذي قيل في هذا المجال خارج السياق وخارج منطق الحكومة وخارج منطق البيان الوزاري لهذه الحكومة وللحكومات التي قبلها القائم على النأي بالنفس عن المشكلات الإقليمية القائمة في سورية». ورأى انه «لأن هناك انقساماً حاداً في البلد يجب تحييد لبنان عن ملف خلافي بهذا الحجم. وإذا كان البعض في الحكومة يريد مخالفة منطق البيان الوزاري الذي على أساسه قامت الحكومة، فحكماً يكون وضع الحكومة في خطر». وكان باسيل رد من لاس فيغاس على رد المشنوق عليه بالقول: «لن نقوم بأي عمل ضد مصلحة لبنان، وأي لقاء او اجتماع، فردياً كان أو ثنائياً او ثلاثياً او حتى جماعياً يجب ان يكون لمصلحة لبنان. ومن يعتدي على مصلحة لبنان هو من يرفض إخراج النازحين من أرضه». ورد المشنوق على هذا الكلام بعد زيارته مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان ، وقال: «ما يحصل اليوم من لقاءات مع النظام السوري هو تجاوز للبيان الوزاري، والاتفاق السياسي يكون بالنقاش والتشاور والحوار داخل الحكومة أو خارجها إلا أن هذا الأمر لم يتم والأمور باتت تحصل في شكل مفاجئ». ورأى أن «هناك تحولاً سياسياً في البلاد يجب على الشخص أن يتصرف تجاهه بإعلان موقف»، لافتاً إلى «أننا غير موافقين على القرارات التي يتخذها البعض ولا نوافق على سياسة المفاجآت». وشدد على ان «المصلحة الوطنية يحققها التضامن الحكومي وليس موقف وزير لوحده أياً كانت قراءته للعلاقة مع سورية». واعتبر أن «مصلحة الجميع والتيار الوطني الحر وحزب الله الاستقرار الحكومي، والاجتماع مع النظام السوري لا يساعد على ذلك»، موضحاً أن «الحكومة اليوم مشغولة بسلسلة الرتب والرواتب وعندما ننتهي من هذا الموضوع سننتقل الى الموضوع السياسي». ورأى أن «ما حصل اليوم يعبر عن تحول سياسي ليس جزءاً من التسوية التي اتفقنا عليها وهذا الأمر غير مقبول». ورأى «أن هناك تضعضعاً في الوضع السياسي». وأيد النائب أحمد فتفت مواقف المشنوق. وقال بعد زيارته المفتي دريان: «لا أحد يستطيع جرنا الى المحور الايراني - السوري».