توجت الشابة صابرين مكركر زيدان بالجائزة الأولى لمسابقة «في عيونهن» عن صورتها «عازفة الكمان»، في حفل أقيم في مقر جامعة بيرزيت، الأربعاء الماضي. ونظم المسابقة مركز تطوير الإعلام في الجامعة، ووزارتا شؤون المرأة والثقافة، وكان محورها «النساء في المهن» للمصورات الصحافيات العاملات والمتعطلات من العمل، بهدف جمع أكبر عدد من الصور للنساء وللمهن في فلسطين. وتهدف المسابقة أيضاً إلى تشجيع الصحافيات في فلسطين على الانخراط أكثر في الفنون العامة والتصوير الفوتوغرافي بخاصة، باتجاه بناء أرشيف جديد يترجم واقع حال النساء الفلسطينيات، ومواقعهن في القضاء والسياسة والثقافة والسوق والأعمال والصحافة، ومهن أخرى، بحيث يكون بإمكان المؤسسات الإعلامية الاستفادة من أرشيف الصور الذي سيكون متاحاً للجميع. وأعلن عن ست فائزات في المسابقة، ففي المرتبة الثانية حلت ميادة عليان من بيت صفافا، فمجد صانوري من جنين ثالثة، وإيمان البيومي من غزة رابعة، فيما حلت في المرتبة الخامسة لانا حجازي من رام الله، وكانت السادسة زينب عودة من غزة. ومنعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الفائزتين من قطاع غزة من المشاركة في الحفل لتسلم جائزتيهن. واختارت لجنة متخصصة الفائزات، إضافة إلى الصور الفائزة. ثلاث وثلاثون صورة فوتوغرافية التقطتها عدسات كاميرات المشاركات في المعرض الأول الذي أقيم في جامعة بيرزيت، الأربعاء الماضي، ومن المقرر أن ينتقل المعرض إلى حيفا، وبيت لحم، وهو مدعوم من الوكالة السويدية للتنمية الدولية (سيدا)، والبنك الوطني. وحمل كتيب المعرض صورة للمصورة الفلسطينية كريمة عبود، وهي، بحسب العديد من المراجع، أول مصورة فوتوغرافية فلسطينية، ولدت في مدينة الناصرة عام 1893، وتوفيت عام 1940، وكانت بدأت رحلتها مع التصوير وهي في سن السابعة عشرة، حيث افتتحت استوديو للتصوير في بيت لحم في زمن لم تكن تظهر فيه الغالبية العظمى من النساء في الصور، وحتى في صور جوازات السفر، لكن عبود جابت فلسطين بسيارتها موثقة بعدستها مرحلة مهمة من التاريخ الفلسطيني في النصف الأول من القرن الماضي، أي لحياة الفلسطينيين ما قبل النكبة. وتحدث وزير الثقافة الفلسطيني إيهاب بسيسو عن كريمة عبود كشخصية ملهمة، وعن «سنديانة فلسطين» الشاعرة فدوى طوقان، التي تحتفل فلسطين هذا العام بمئويتها. وقال: «بافتتاح معرض «في عيونهن» إنما نجسد امتداداً طبيعياً للعمل الثقافي، ولدور المرأة في المجتمع الفلسطيني... هذا الدور الذي يحاول الاحتلال دائماً أن يصادره، علاوة على بعض الأنماط الفكرية التي تحاول أن تقصي المرأة عن سياقها الاجتماعي والثقافي والسياسي»، مشدداً على أن التعاون بين جامعة بيرزيت ممثلة بمركز تطوير الإعلام ووزارة شؤون المرأة ووزارة الثقافة يعكس حضور المرأة في المشهد الثقافي الفلسطيني بامتداداته العربية والعالمية. وأشارت وزيرة شؤون المرأة الفلسطينية هيفاء الآغا، إلى أن المتسابقات انتجن صوراً ودليلاً إبداعياً على قدرة النساء على تحديد جمال الصورة، وأكدت المسابقة حضور النساء في القطاعات المختلفة، مشيرة إلى ما تشكله من فرصة للخريجات لشق طريقهن. وقال رئيس جامعة بيرزيت عبد اللطيف أبو حجلة إن الجامعة حريصة على المزج الابداعي بين الجانب الأكاديمي والجانب الاجتماعي من خلال دعم كل البرامج التي من شأنها تعزيز النساء في فلسطين، مثل برنامج «قادرات» الذي ساهم في وصول العديد من الخريجات إلى سوق العمل. وتركز الصور على فلسطينيات يمارسن حرفاً متعددة في المصانع والمتاجر والشركات والشوارع، فيما كانت «عازفة الكمان» في محافظة بيت لحم، هي الصورة الفائزة، لأسباب فنية وأخرى رمزية، فهي تبعث على الأمل، وتؤكد مدى ارتباط الشعب الفلسطيني بثقافة الحياة على رغم كل مآسي الاحتلال المتواصلة منذ عقود.