قال مسؤولون في بنغلادش أمس، أن تدفق اللاجئين الروهينغا توقف تقريباً بعد نحو شهر من اندلاع أعمال العنف في ميانمار (بورما) التي أدت إلى تهجير حوالى 430 ألف من أفراد هذه الأقلية المسلمة. وقال عريف الإسلام المسؤول في حرس الحدود في بنغلادش: «لم يسجل وصول أفراد من الروهينغا في الأيام الأخيرة. الموجة انتهت». وأضاف زميله منصور الحسن خان: «لم يعبر أي من أفراد الروهينغا الحدود في هذه الأيام الأخيرة». وأكدت الأممالمتحدة أن «التدفق تراجع»، وأحصت عبور 429 ألفاً من الروهينغا الحدود، إثر حملة القمع التي بدأها جيش ميانمار في ولاية راخين غرب البلاد في 25 آب (أغسطس) الماضي. ولم تقدم بنغلادش ولا الأممالمتحدة تفسيراً لتوقف النزوح، على رغم تواصل الاضطرابات في راخين حيث حمل قائد الجيش ناشطين من الروهينغا مسؤولية انفجار في مسجد أمس. واتهمت منظمة حقوقية جيش ميانمار بالتسبب في حرائق في المنطقة لمنع عودة الروهينغا اللاجئين. وتحدث هذه الاضطرابات في وقت أكدت الزعيمة البورمية اونغ سان سوتشي أنه لم تقع معارك منذ 5 الشهر الجاري وأن عملية الجيش انتهت. وأدت حملة الجيش التي بدأت إلى عملية تهجير وصفتها الأممالمتحدة بانها «تطهير عرقي» في وقت يعامل الروهينغا (1,1 مليون نسمة) المحرومون من الجنسية في ميانمار على أنهم أجانب في بلد يدين 90 في المئة من سكانه بالبوذية. ودعت سبع دول، بينها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، مجلس الأمن إلى عقد اجتماع الأسبوع المقبل للتباحث في أعمال العنف المستمرة في ميانمار. وطالبت الدول التي تضم كذلك مصر وكازاخستان والسنغال والسويد، الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش بتقديم تقرير أمام مجلس الأمن في شأن الحملة العسكرية ضد الروهينغا. وأعلنت إثيوبيا، التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، أنها تجري مشاورات من أجل تحديد موعد للاجتماع. وأثارت الأزمة إدانات دولية لحكومة ميانمار نتيجة فشلها في تحميل جيش البلاد مسؤولية تجدد أعمال العنف التي وصفها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنها ترقى إلى مستوى «إبادة جماعية». وتدفق مئات آلاف اللاجئين الروهينغا إلى بنغلادش حيث تكدسوا في مخيمات عشوائية ومراكز إيواء موقتة قرب بلدة كوكس بازار الحدودية. وتعرضت أونغ سان سوتشي إلى سيل من الانتقادات لتغاضيها عن العنف وعدم إدانتها الحملة العسكرية ضد الروهينغا. إلى ذلك، أعلن مسؤول في شرطة بنغلادش أمس، أنها أفرجت بكفالة عن صحافيين من ميانمار احتجزتهما أثناء تغطية أحداث تدفق آلاف من مسلمي الروهينغا على البلاد. وكان الصحافيان اعتقلا بداية أيلول (سبتمبر) في منطقة كوكس بازار. وقال رانجيت كومار باروا المسؤول في الشرطة: «أفرجت المحكمة عنهما بكفالة ولكن لا يمكنهما العودة إلى بلادهما الآن»، مضيفا أن المحكمة ستقرر ما إذا كان بإمكانهما مغادرة البلاد خلال جلسة قد تنعقد هذا الأسبوع. وأضاف أن الاثنين اعتقلا لخرقهما قوانين الهجرة ولكن لم يتم التقدم بصحيفة اتهام لهما بعد، نافياً تقارير بأن الاثنين اتهما بالتجسس. وأكد محام للصحافيين أيضاً الإفراج عنهما ولم يقدم المزيد من التفاصيل. وكانت شرطة بنغلادش أعلنت أن الاثنين اعتقلا لقيامهما بأعمال صحافية لمصلحة مجلة ألمانية، بينما يحملان تأشيرتين سياحيتين.