سييم ريب (كمبوديا) - أ ف ب - تكثر اللوحات التي تشير الى أن «التسلق ممنوع» إلا أن استمرارية معابد انغكور في كمبوديا ليست أولوية الزوار عندما يريدون إطاراً جميلاً عند مغيب الشمس لالتقاط الصور. وفيما يتعافى العالم من أزمة مالية وتتحسن البنى التحتية السياحية في الدول النامية، تجذب الثروات الثقافية في آسيا أعداداً كبيرة من الزوار. وعلى رغم العائدات التي تدرها هذه الحركة، فان البعض يعرب عن قلقه على مستقبل هذا التراث الذي لا يقدر بثمن والمدرج في غالبيته على قائمة يونسكو. فمتنزه انغكور الوطني شهد قدوم أكثر من مليون زائر عام 2010 أي بزيادة الربع مقارنة بالعام السابق، ويتجول السياح في آثار تعود الى القرن الثاني عشر ويتسلقون حجارتها ويرتاحون على جدرانها ويضعون أيديهم على أفريزاتها الدقيقة. وتؤكد سلطة اسبارا التي تشرف على انغكور أنها بذلت جهوداً كبيرة للحد من الأضرار من خلال وضع حبال حول أكثر المواقع حساسية ونشر 270 حارساً. إلا أن منظمة «غلوبال هيرتدج فاند» الأميركية التي تحاول حماية المواقع المدرجة على قائمة اليونيسكو في الدول النامية، تعتبر أن «انغكور مهددة كثيراً بسبب غياب الإشراف الفعلي». فمن تاج محل الى سور الصين العظيم تتعرض الروائع الهندسية التي بنيت عبر السنين في آسيا للتهديد من قبل زوار غير مراعين وملايين الأحذية والتلوث المرتبط بحركة السير والنفايات «المنسية». وفي الصين تغطي رسوم الغرافيتي بعض أجزاء السور العريق الذي يمتد على 8800 كيلومتر ويزوره عشرة ملايين شخص سنوياً. وبات يمنع أي بناء جديد على بعد 500 متر من الموقع، إلا أن ذلك غير كاف. ويعتبر مارسيس ستوب المسؤول في معبد بوربودور الهندوسي العائد الى القرن التاسع أن تدفق السياح لا يمنع الحفاظ على المواقع التراثية. ويزور المعبد نحو مليوني شخص سنوياً في إندونيسيا. ويوضح: «نمنع السياح من التدخين في معبد بوربودور. ولا يسمح لهم بانتعال أحذية بنعل قاس». وبفضل إجراءات صارمة شهد الموقع «وضعاً مستقراً» على ما تفيد «غلوبال هريتدج فاند». وفي حين يبدو المستقبل قاتماً لبعض الأبنية الرائعة، «فان الإدارة الجيدة للمواقع التراثية على رغم جود ملايين الزوار أمر ممكن» كما يؤكد جيف مورغان. ويقول: «السؤال الأكبر هو: متى سنتعامل مع المواقع التراثية بطريقة تضمن الاحترام والأموال التي تستحقها»؟