تختتم فعاليات «السنة الدولية للتقارب بين الثقافات» في ال11 من شهر آذار (مارس) الجاري، والتي تشرف عليها منظمة اليونيسكو بوصفها الراعية لهذه المناسبة والمفوّضة من الجمعية لمتابعة نشاطاتها وفعالياتها التي أقيمت على مدى عام كامل. وقد وجهت المنظمة الدعوة لعشرة من أبرز الشخصيات الدولية المعروفة بإسهاماتها الفكرية في نشر السلام والحوار بين الثقافات، للمشاركة في اجتماعات نقاش ومنتديات متخصصة، يتم من خلالها الاستماع إلى وجهات نظرهم والحوار حولها من أكثر من 1000 مشارك يمثلون ما يقارب 200 دولة ومنظمة وهيئة. ويأتي في مقدم الشخصيات العشر الذين اختارتهم المنظمة رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل، كما يشارك في هذا اللقاء الأممي من المملكة السفير السعودي لدى اليونيسكو الدكتور زياد الدريس. ويشارك في منصة الحوار رئيس البرتغال السابق المبعوث الخاص حالياً للامين العام للأمم المتحدة لتحالف الحضارات خورخي سامبايو، والأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون، والمدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلم والثقافة (ايسسكو) الدكتورعبدالعزيز التويجري وعدد من الشخصيات. ويتركز النقاش حول عدد من المحاور منها محور رئيس بعنوان: بناء السلام: المصالحة من خلال قوة التربية والعلم والثقافة، ومحو حول «حوار الثقافات: التحديات وسبل المستقبل. فيما ستقام جلسة عامة ومنتدى ختامي للسنة الدولية لتقارب الثقافات وعقد من ثقافة السلام واللا عنف لأطفال العالم. وكانت المنظمة قد سعت إلى حشد الدول وأعضاء المجتمع المدني على حد سواء، حول هذا المشروع لتعزيز مشاريع أصيلة وإيجابية، بالاستناد إلى منظومة الأممالمتحدة وما جمعته اليونيسكو من خبرات في هذا الشأن، وشكّلت لذلك فريقاً رفيع المستوى معنياً بالسلام والحوار بين الثقافات، للبحث عن وسائل وضع آفاق جديدة للسلام في القرن الحادي والعشرين، من خلال التفكير وإعادة النظر في طرق إحلال سلام يقوم على العدالة واحترام حقوق الإنسان، وتحقيق المساواة بين الجنسين والتضامن في سياق العولمة وما تمثله من تحديات، كتغير المناخ، وإدارة الموارد وما تطرحه من قضايا أخلاقية واقتصادية حاسمة، في إطار رسالة (اليونيسكو) المتعلقة بإحلال السلام في العالم عن طريق التربية، والعلوم، والثقافة، والمعلومات والاتصال. وقد بادرت العديد من الدول إلى إعلان مساهمتها في السنة الدولية للتقارب بين الحضارات والثقافات 2010 بما ينسجم مع أهداف المنظمة العميقة والتي منها المساعدة على إزالة مظاهر خلط الأمور الناجمة عن الجهل والأحكام المسبقة والاستبعاد التي تولد التوتر، وانعدام الأمن، والعنف والنزاعات، للإيمان الدولي بأن التبادل والحوار بين الثقافات يمثلان أفضل أداة لإقامة السلام، التي تسير جنباً إلى جنب الأعمال ذات الأولوية لتهيئة مناخات الحوار وتوفير فرص نجاحه، وهو ما عملت عليه العديد من الدول الراعية للسلام ومنها المملكة العربية السعودية التي أعلنت عشرات البرامج المحلية والدولية، وفي مقدمها «برنامج الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار وثقافة السلام» الذي دشّنه وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود في تشرين الول (أكتوبر) 2010 ، وخُصّص له خمسة ملايين دولار أميركي، لنشر ثقافة وقيم السلام والحوار بين الشعوب. يذكر أن مندوبية المملكة العربية السعودية الدائمة لدى اليونيسكو قد قامت بالعديد من النشاطات في هذا الإطار، ومنها تنظيم ندوة حول دور الترجمة في التقارب بين الثقافات، في 11 أيار (مايو) 2010، بالتعاون مع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، وإقامة حفلة توزيع «جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة» في دورتها الثالثة في مقر منظمة اليونيسكو التي كان لها أثرها البارز في التعريف بالجائزة دولياً، علاوة على تنظيم زيارة للمملكة من وفد من اليونيسكو برئاسة المديرة العامة لليونيسكو، التقوا خلالها نخبة من الإعلاميين والمثقفين السعوديين، وشارك الوفد في ندوة عن تقارب الثقافات في أثناء زيارته لمركز الحوار الوطني.