مع اقتراب موعد اجتماع اللجنة الرباعية الدولية المقرر في 20 الشهر الجاري، شهد الملف الفلسطيني حركة ديبلوماسية ناشطة شملت زيارة يقوم بها الرئيس محمود عباس لبريطانيا، والاعلان عن زيارة المبعوث الاميركي جورج ميتشل لرام الله نهاية الأسبوع، والتي قال مسؤولون فلسطينيون إنها تهدف الى ملء الفراغ السياسي الحاصل نتيجة الجمود في عملية السلام، خصوصاً في ضوء تحرك بريطاني - فرنسي - ألماني أُعلن امس ويهدف الى تحريك المفاوضات. في الوقت نفسه، يعتزم رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو الاسراع في طرح مبادرته السياسية لتحريك عملية السلام. وكشف مسؤول فلسطيني رفيع ل «الحياة» ان الهدف الحقيقي من زيارة ميتشل لرام الله هو ملء الفراغ للحيلولة دون تقدم قوى أخرى لملئه في ظل إخفاق الإدارة الأميركية في حمل إسرائيل على وقف الاستيطان، لافتاً الى تحرك أوروبي لملء الفراغ يتمثل في مساع ثلاثية تقوم بها بريطانيا وألمانيا وفرنسا لاستكشاف سبل تحريك المفاوضات، وهي مساع من المقرر ان يناقشها عباس مع رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون خلال زيارته الحالية للندن. وكان قناصل الدول الثلاث في القدس قاموا الجمعة الماضي بزيارة مشتركة لرام الله التقوا خلالها عباس. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول فلسطيني ان القناصل بحثوا مع عباس في مضمون البيان الذي سيصدر عن «الرباعية» خلال اجتماعها المقبل، مضيفاً «انهم يريدون ضمان اصدار بيان يوافق عليه الطرفان الفلسطيني والاسرائيلي كأساس لاستئناف المفاوضات»، و«ضمان ان يتضمن البيان العناصر التي تمكن الطرف الفلسطيني من العودة الى المفاوضات، خصوصاً الوقف التام للاستيطان». واشار الى ان الادارة الاميركية «تحاول تأجيل اجتماع الرباعية شهراً». وكانت الاذاعة الاسرائيلية افادت بان نتانياهو يعتزم تقديم موعد مبادرته السياسية التي كان مقرراً ان يكشفها خلال خطاب امام الكونغرس اثناء زيارته لواشنطن في 22 أيار (مايو) المقبل، وذلك في ضوء تزايد عزلة اسرائيل دولياً. وفي هذا الصدد، نقلت الاذاعة عن وزير الدفاع ايهود باراك حضه نتانياهو على اتخاذ «قرار جريء» لاعادة اطلاق عملية السلام بأسرع ما يمكن، معتبرا ان «اعلان ذلك في أيار امام الكونغرس سيكون متأخرا جدا». في غضون ذلك، استقبلت لندن امس عباس بإعلان وزير خارجيتها وليام هيغ «رفع» التمثيل الفلسطيني من مستوى مفوضية الى بعثة. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن هيغ قوله امام مجلس العموم: «أخذاً بعين الاعتبار اهمية المساعدة التي نقدمها الى السلطة الفلسطينية والعمل الذي نقوم به معها، سنحذو حذو دول اخرى ونرفع مستوى التمثيل الفلسطيني من مفوضية الى بعثة». وحسب الهرمية الديبلوماسية، فإن مستوى البعثة يأتي مباشرة وراء مستوى السفارة. وفي تطور ايجابي آخر، أعلن السفير المصري لدى السلطة ياسر عثمان ان بلاده ستعيد النظر في الاجراءات المعمول بها في معبر رفح بين مصر وقطاع غزة «عندما تستقر الامور»، مضيفاً ان مصر ستواصل القيام بدورها تجاه عملية السلام والمصالحة الفلسطينية.