قتل جندي في مالي أمس (الأربعاء) في مكمن في شمال البلاد، في حين تعرض معسكران، أحدهما لبعثة الأممالمتحدة والآخر للجيش وميليشيا موالية له، إلى هجومين بالأسلحة الثقيلة والرشاشة. وقال الجيش المالي ان إحدى وحداته «تعرضت لمكمن على بعد 55 كيلومتراً من ميناكا»، شمال مالي، ما أسفر عن «سقوط قتيل وجرحى» في صفوف الوحدة العسكرية. واستهدف هجوم ثان معسكراً لبعثة الأممالمتحدة في مالي (مينوسما) في كيدال شمال شرقي البلاد، في حين استهدف هجوم ثالث معسكراً في المنطقة نفسها مخصصاً لاستضافة مختلف القوات التي ستشارك في «الدوريات المشتركة» المقرر تسييرها مستقبلاً. وستتشكل هذه الدوريات المشتركة بصورة أساسية من وحدات عسكرية نظامية، إضافة إلى مقاتلين في ميليشيا «بلاتفورم» الموالية للحكومة، ومقاتلين في حركة التمرد السابقة في شمال البلاد التي يهيمن عليها الطوارق. وبحسب مصدر عسكري مالي، فإن كلا المعسكرين تعرض «لهجوم معقد»، وهو مصطلح يعني التمهيد بقصف بالأسلحة الثقيلة يليه هجوم بري بالأسلحة الرشاشة. وتُستهدف بعثة الأممالمتحدة في مالي باستمرار على يد متطرفين ينشطون في شمال البلد الأفريقي ووسطها منذ نشرها في 2013، وتواجه صعوبات منها نقص المروحيات وتهم من السكان لعناصرها بارتكاب انتهاكات. وتعمل مالي مع أربع دول مجاورة، هي بوركينا فاسو وتشاد وموريتانيا والنيجر، على إنشاء قوة لمكافحة الإرهاب ومحاربة المتطرفين في منطقة الساحل التي حذرت فرنسا من أنها قد تصبح ملاذاً للمتشددين. وسقط شمال مالي في آذار (مارس) 2012 تحت سيطرة مجموعات متطرفة على ارتباط بتنظيم «القاعدة»، استغلت انتفاضة قادها الطوارق. وعلى رغم طرد القسم الأكبر من المتطرفين في عملية عسكرية دولية بدأت في كانون الثاني (يناير) 2013 بمبادرة من فرنسا، ولا تزال جارية، تتواصل الهجمات على المدنيين والجيش المالي وبعثة الأممالمتحدة والقوات الفرنسية. ولا تزال هناك مناطق واسعة خارج سيطرة هذه القوات.