مواهب عدة كانت شاهدة عليها أزقة وأحياء مناطق السعودية بشتى أطرافها، تتفجر الموهبة إبداعاً، لكن سرعان ما تنطفئ.. وتبتخر.. بسبب وحيد أنها لا تحمل الجنسية السعودية، ولا يسمح لها باللعب لأنديتها، باستثناء من يحالفها الحظ وتذهب لتقود منتخبات بلدان مجاورة، بعدما تشربت كرة القدم في الأراضي السعودية. كان المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ، بمثابة الحبل المنقذ لهذه الفئة من المواهب التي نشأت وترعرعت في الأراضي السعودية، إلا أن الأنظمة السابقة تمنعها من مزاولة كرة القدم في الأندية الرياضية، حتى جاءت القرارات تدريجياً بضم هذه الفئة من المجتمع التي بدأت بالتحليق إلى غير موطن، وبدأت دول أخرى بالاستفادة من موهبتها. ونص القرار الأخير للهيئة العامة للرياضة على السماح لأندية دوري المحترفين السعودي على تسجيل لاعب واحد من مواليد السعودية، بدءاً من فترة التسجيل الشتوية المقبلة، ولاعبين لأندية الدرجة الأولى، وهو القرار الذي وجد صداً واسعاً في دولة تضم بين أطيافها نحو 10 ملايين أجنبي. وكثر النداء بالاستفادة من هذه المواهب في الأعوام الأخيرة، خصوصاً بعد تزايد أعداد اللاعبين الذين شكلوا مصادر قوة لعدد من الدول الخليجية، بعد أن لم تتسع المسطحات الخضراء في السعودية لهم، إلا أن هذا التحرك الأخير يفتح الباب أخيراً لرؤية هذه المواهب في ملاعبنا، والمحافظة عليها من الهجرة إلى دول أخرى. وكان المؤتمر الأخير لرئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة شهد نحو 15 قراراً رياضياً مفصلياً، من أهمها تغيير مسمى دوري المحترفين وإلغاء بعض البطولات وإعادة تسمية بطولات أخرى، إضافة إلى عدد من القرارات المفصلية.