كل صغير يكبر ويترعرع في محيطه الأسري والاجتماعي حتى يصبح شابًّا يافعًا، ثم تدور الحياة العمرية والسنية فيصبح كهلاً، ثم شيخًا عجوزًا كبيرًا (لا يعلم بعد علمه شيئًا). هكذا هي دورة الحياة التي يتولاها الله سبحانه وتعالى، ولكن من طبيعة هذه الحياة أن الإنسان مدني واجتماعي بطبعه، كما قال ذلك عالم الاجتماع ومؤسس علم البشرية ابن خلدون. وبناء على هذا تمر فترة الشباب الرياضية، الذين يهوون ويعشقون كرة القدم من اللعب في الأحياء فترة قد تطول وقد تقصر، ويمارس الشباب فنون وصنوف اللعبة حتى أنه تُقام مباريات منظمة بين الفِرق التي تأخذ أسماء مختلفة. ثم إنه قد يمارس الشباب لعبتهم هذه في المدارس، خاصة الحكومية منها؛ لاتساع الساحة؛ ولهذا كان الأولى والأجدى أن يكون هناك أندية تشرف على هذه اللعبة، وتكون هذه الأندية من مهمات أندية الأحياء التي طالبنا بها أكثر من مرة؛ إذ طالبنا بأن يكون هناك نادٍ في الحي الكبير والمتسع، تمارَس فيه جميع الألعاب، وتشرف عليه الهيئة العامة للرياضة ووزارة التعليم ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية. المهم أن هذه الفئة السنية الرياضية تكبر شيئًا فشيئًا حتى يبرز الكثير منهم، لكن - مع الأسف - بعض الأندية لم تفعّل هذه الفئة من الشباب، خاصة في الأندية الممتازة (الدرجة الأولى، والثانية، والثالثة). ولنا تجربة مع نادي الهلال الذي فرخ وتبنى بعض اللاعبين عندما كانوا صغارًا في أجسامهم، لكنهم كبار في عقولهم ومواهبهم الرياضية، مثال (سامي الجابر، الثنيان، الشلهوب، الخراشي الحارس، السلوم، إبراهيم اليوسف، الغشيان، عبدالله الجمعان)، وغيرهم كثر. كذلك نادي النصر (العيسى، الهريفي، ماجد عبدالله، يوسف خميس..) إلخ. كذلك نادي الوحدة بمكة المكرمة (الشمراني، أسامة هوساوي، الفريدي..). وهكذا غيرهم كثر، لا تحضرني أسماؤهم؛ فهؤلاء جميعهم برزوا في أنديتهم خير تمثيل، وتعاونوا مع زملائهم اللاعبين الآخرين الموجودين في الأندية قبل انضمامهم لهم؛ فحققوا على أيديهم البطولات وراء البطولات، حتى أصبح يشار إليهم بالبنان. عندها تم ضم أغلبهم إلى منتخب المملكة لتمثيلها في البطولات، سواء كانت خليجية أو آسيوية أو كأس العالم. وكما قلنا، الصغير يكبر. وهنا نقول إنه يكبر رياضيًّا في مختلف الألعاب الرياضية، ولكننا هنا ركزنا على كرة القدم لتفعيل هذه الفئة السنية؛ لأننا بحاجة إليهم أكثر في أنديتهم من أجل تفعيل لعبهم، وقل مواهبهم؛ حتى يستفيد النادي من هذه الفئة السنية، ومن ثم انضمامهم إلى منتخب المملكة كما هو حال غيرهم. لكننا في السنوات الأخيرة أهملنا هذه الفئة، وركزنا على اللاعب الأجنبي الذي أكل الأخضر واليابس، حتى تراكمت الديون على الأندية، ولا يكاد يخلو نادٍ من هذه الديون. ومما زاد الطين بلة على هذه الديون المعسكرات الخارجية، كأن بلدنا الذي يشبه القارة - إن لم يكن قارة - نعجز فيه عن توفير إقامة مثل هذه المعسكرات! فالحمد لله هناك جو ربيعي في الصيف في منطقة الجنوب، وهناك جو دافئ مثل مدينة جدة.. وتتوافر في هذه المناطق والمدن جميع الإقامات إن لم تكن أحسن من غيرها، من مستلزمات رياضية وملاعب مزروعة زراعة طبيعية وتسوُّق.. إلخ. خاتمة شعرية لأحد الشعراء: