حذرت اختصاصية في البصر من استعمال الأجهزة الذكية والإلكترونية، وعدم الجلوس أمامها لفترات طويلة، وكذلك عدم استخدامها في أماكن مظلمة، مشددة على أنه يجب تقنين استخدامات الأجهزة الذكية، خصوصاً ونحن نبدأ هذه الأيام عاماً دراسياً جديداً، ومن الأفضل تحديد نهاية الأسبوع للطلاب والطالبات لاستخدام هذه الأجهزة. وأوضحت اختصاصية البصر في مستشفى القطيف المركزي الدكتورة خلود المسيري، أنه من الأفضل أخذ وقت للراحة بعد ساعتين من استخدامها، بما يعادل نصف ساعة، كي يخف الضغط على العين، خصوصاً أن بعض الأطفال يجلس حوالى ثماني ساعات متتالية في مشاهدة هذه الأجهزة، واستخدام برامجها، سواء اللعب أم الترفيه. وأضافت أنه في الأونة الاخيرة من خلال ما نشاهده من مراجعة لعيادات العيون، هنالك تأثير لهذه الأجهزة في العين، ليس في ضعف نظر ولكنها تسببت في اجهاد للبصر، كما أن هنالك بعض التغيرات لأنواع ضعف النظر، خصوصاً الاستجماتيزم أو اللابؤرية وهو نوع من أنواع ضعف النظر وله علاقة بشكل العين، فسقوط الضوء في العين يسقط في نقطتين وليس في نقطة واحدة داخل الشبكية، والاستجماتيزم ينتج عادة بسبب عدم استدارة القرنية بشكل كامل، ما يؤدي إلى رؤية الصور القريبة أو البعيدة بطريقة مشوشة، وهو عادة ما يتغير لدى الأطفال في المرحلة العمرية المبكرة، ولكن هذه الايام لاحظنا هنالك تغيراً على غير العادة وبزيادة مرتفعة لعدد الحالات التي تراجع مراكز طب العيون، والسبب الرئيس بالنسبة للأطفال هو استخدام الأجهزة الحديثة لساعات طويلة من دون رقيب، وهنا لا بد من تدخل أولياء الأمور وتنظيم استخدام الأجهزة الذكية لدى أبنائهم بساعات محددة. وبينت أنه لا يوجد تأثير في شبكية العين، لأن الشبكية مختصة بالأعصاب بالعين وتعتبر خلايا حساسة، والتأثير الأكبر يكون على العين من الخارج «القرنية»، موضحةً أن الجلوس على الأجهزة الذكية لفترات طويلة على المدى البعيد سيسبب جفافاً بالعين، خصوصاً أن الطفل يركز أثناء المشاهدة ويكون مشدود الانتباه ما يقلل من عملية الرمش للعين، وهذا يقل من طرف العين لدى الطفل، والعين بوضعها الطبيعي ترمش في الدقيقة الواحدة من 12 مرة إلى 15 مرة، أي ما يقارب 10 آلاف مرة في اليوم. وذكرت أن خطر الأجهزة الذكية على العين ليس مقتصراً على الأطفال، ولكن أيضاً يشمل الكبار عند مشاهدتهم للتلفزيون أو السينما، وعملية الرمش لها دور كبير في ترطيب العين، فكلما أرمش الشخص بعينيه مرتين أو ثلاثاً، تتم عملية إفراز الدموع من الغدة الدمعية بالعين ويتم ترطيب العين بالدموع، وكلما قل الرمش قلت عملية الإفراز لترطيب العين، وهذا يؤدي لجفاف العين، وجفاف العين له مضاعفات وتبعات أخرى ربما تسبب أضراراً للعين.