حذر الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش قادة العالم أمس، من ان تهديداً بهجوم نووي هو في أعلى مستوى منذ نهاية الحرب الباردة، وحضّ ميانمار على «وقف عملياتها العسكرية» ضد أقلية الروهينغا المسلمة. وفي خطابه الاول امام قادة العالم في افتتاح الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك أمس، دعا غوتيريش الى «عالم خال من الاسلحة النووية»، مؤكداً ان الحلّ مع بيونغيانع «يجب ان يكون سياسياً». ورأى أن «الخطر النووي» يشكّل التهديد الرئيس، وزاد: «علينا ألا ننجح في طريقنا الى حرب». ولفت الى ان ملايين من الناس يعيشون في خوف «في ظل رهبة اطلقتها التجارب النووية والصاروخية الاستفزازية» لكوريا الشمالية. واستدرك ان «الحديث الناري يمكن ان يؤدي الى سوء فهم قاتل». ويشير بذلك ضمناً الى تصريحات الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الأميركي دونالد ترامب. وخاطب القادة قائلاً: «هذا وقت (التحلّي بصفات) رجل الدولة». وتطرّق غوتيريش الى أزمة الروهينغا، قائلاً: «على السلطات في ميانمار أن توقف العمليات العسكرية وأن تؤمّن وصول الوكالات الإنسانية من دون قيود. صُدمنا جميعاً من التصعيد المأسوي للتوتر الطائفي في ولاية راخين». كوريا وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أجرى اتصالاً هاتفياً «مطولاً وجيداً جداً» مع نظيره الصيني شي جينبينغ، تطرّق الى التجارة وملف كوريا الشمالية. وأفاد البيت الابيض بأن الرئيسين «ملتزمان ممارسة اكبر مقدار ممكن من الضغوط على كوريا الشمالية، من خلال التطبيق الصارم لقرارات مجلس الامن»، في اشارة الى العقوبات المفروضة على بيونغيانغ. وذكر ترامب لدى لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انه يدرس تنظيم «عرض عسكري ضخم» في يوم الاستقلال الأميركي في 4 تموز (يوليو) المقبل، ل «إظهار قوتنا العسكرية»، وذلك بعد حضوره عرضاً عسكرياً ضخماً في باريس في 14 تموز الماضي، احتفالاً بيوم الباستيل. تزامن ذلك مع تأكيد وزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس ان لدى بلاده خيارات عسكرية «كثيرة» إزاء الدولة الستالينية، «سنتخذها للدفاع عن حلفائنا ومصالحنا». وعلّقت وزارة الخارجية الصينية مشددة على أن التهديدات بالقول أو الفعل لا يمكن أن تساعد في تسوية الأزمة في شبه الجزيرة الكورية. أتى ذلك بعدما جدّد وزيرا الخارجية الصيني وانغ يي والروسي سيرغي لافروف حضّ جميع الاطراف على تسوية «سلمية» للأزمة، إثر لقائهما في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. ونقلت الخارجية الصينية عن وانغ قوله: «لا بدّ من كسر الحلقة المفرغة الحالية. العودة الى محادثات السلام خطوة ضرورية لتنفيذ قرار مجلس الامن». ونقلت عن لافروف تأكيده ان موقف روسيا من المسألة «مشابه تماماً» لموقف الصين. ونشرت اليابان امس منظومة دفاعية جديدة مضادة للصواريخ في جزيرة هوكايدو شمالاً، بعد أيام على اطلاق بيونغيانغ صاروخاً حلّق فوق الجزيرة. وقال وزير الدفاع الياباني ايتسونوري اونوديرا ان كوريا الشمالية «قد تنفذ اعمالاً استفزازية أخرى، بينها اطلاق صواريخ باليستية يمكن ان تحلّق فوق اليابان مرة أخرى»، مضيفاً ان وزارته «ستتخذ التدابير الضرورية لضمان سلامة الشعب». وأمرت اسبانيا السفير الكوري الشمالي في مدريد بالمغادرة قبل 30 الشهر الجاري، اذ اعتبرته «شخصاً غير مرغوب فيه»، بعد التجارب النووية والصاروخية التي نفذتها بيونغيانغ. إيران في الملف الايراني، ترى طهران في تباين نظرة ترامب والأوروبيين الى الاتفاق النووي، فرصة لتحقيق انقسام لدى الدول الست. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول إيراني بارز، شارك في المفاوضات النووية، قوله في اشارة الى أوروبيّي الدول الست: «هم عقلاء. انظر إلى المنطقة، أزمة في كل مكان، من العراق إلى لبنان. إيران شريك إقليمي يُعوّل عليه بالنسبة الى أوروبا. ليست شريكاً تجارياً فحسب، بل شريك سياسي أيضاً. القوى الأوروبية التزمت الاتفاق، والوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت مراراً التزام إيران به. أما إصرار ترامب على سياسته المعادية تجاه إيران، فسيعمّق الفجوة بين الدول الست». وفي هذا السياق، شدد الرئيس الايراني حسن روحاني خلال لقائه ماكرون على «ضرورة عدم السماح بإضعاف مكتسبات الاتفاق النووي»، منبهاً الى ان «أي ضرر يلحق به سيوجّه رسالة خطرة الى العالم (مفادها) ان الديبلوماسية عاجزة عن تسوية المشكلات». وقال لشبكة «سي أن أن» إن الولاياتالمتحدة «لن تستطيع احتمال تداعيات انسحابها» من الاتفاق، اذ «سيكبّدها الكثير». كما حذر خلال لقائه غوتيريش من «خطورة» ملف الاستفتاء في اقليم كردستان، و «أي خطوة لتغيير جغرافيا المنطقة». اتفاق المناخ الى ذلك، أعلن ماكرون أنه يتابع حواراً مع ترامب لإقناعه بالتراجع عن قراره الانسحاب من اتفاق باريس للمناخ، واستدرك: «لن أتزحزح عن بنود اتفاق باريس. أندّد بالقرار الأميركي وأتابع الحوار مع الرئيس ترامب، لأنني على قناعة بأنه سيُدرك في النهاية أن من مصلحة الأميركيين أن يكونوا جزءاً من الاتفاق». فرنسا - رواندا في غضون ذلك، أجرى ماكرون والرئيس الرواندي بول كاغامي محادثات في نيويورك على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة، في لقاء نادر بين رئيسَي البلدين اللذين ادت الإبادة الرواندية عام 1994 الى تسميم العلاقة بينهما. واعلنت الرئاسة الرواندية ان الرئيسين ناقشا «التعاون في مسائل ذات اهتمام متبادل، منها السلام والأمن في افريقيا». واعتبر المحلل السياسي الرواندي كريستوفر كاتيومبا ان اللقاء بين كاغامي وماكرون «اشارة جيدة توحي بأن علاقتهما يمكن ان تكون افضل مما كانت مع الرؤساء الفرنسيين السابقين». وتتهم كيغالي باريس التي كانت آنذاك تدعم نظام الهوتو الرواندي المتطرف الذي يقف وراء ابادة 1994، بالمشاركة في المجازر التي اسفرت في غضون 100 يوم عن حوالى 800 الف قتيل، معظمهم من اقلية التوتسي. واتخذت العلاقة بين البلدين منحىً جديداً، منذ اعاد القضاء الفرنسي فتح تحقيق عام 2016 في شأن اغتيال الرئيس آنذاك جوفينال هابياريمانا، في خطوة اعتُبرت عنصراً أدى الى الإبادة.