بدأ زعماء من مختلف دول العالم بالوصول إلى نيويورك استعداداً للمشاركة في الدورة ال72 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ غداً، ويتوقع أن يطغى حضور الرئيس دونالد ترامب على عناوينها السياسية. وتتقدم الأجندة الأميركية ملفات ساخنة أولها التصعيد النووي والباليستي في كوريا الشمالية، لكن الترقب الدولي منصب أيضاً على احتمالات انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي مع إيران وما قد تترتب عليه من نتائج إقليمية. وعشية سفره الى نيويورك، اطلق ترامب سلسلة تغريدات لاذعة وساخرة، استهدفت منافسته السابقة هيلاري كلينتون وأطلق عليها «هيلاري المعتوهة»، ووصف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ - أون ب «الرجل الصاروخ». وأعاد نشر تغريدات أرسلها إليه أنصاره، بينها صورة متحركة تظهره يلعب الغولف، تليها صور لكلينتون وقد أصابتها كرة ترامب وجعلتها تتعثر خلال صعودها الى طائرة. وكتب ترامب تعليقاً على الصورة «تأرجح دونالد ترامب الرائع يصيب هيلاري المعتوهة». وبعدما أعلن أنه التقى نظيره الكوري الجنوبي مون جاي - إن، كتب ترامب على «تويتر» «سألته كيف هي حال الرجل الصاروخ»، مشيراً بسخرية إلى الزعيم الكوري الشمالي وبرنامج كوريا الشمالية البالستي. وقلل ديبلوماسيون في مجلس الأمن فرص حصول اختراق سياسي في شأن الأزمة السورية، خصوصاً أن «مجموعة الدعم الدولية لسورية باتت في حكم المنتهية»، في وقت تحاول فرنسا تسويق مبادرة لإيجاد «مجموعة اتصال» دولية جديدة لسورية، لم تتعد بعد مرحلة «الاقتراح». وأوضح ديبلوماسي غربي رفيع في مجلس الأمن أن باريس ترى أن «الحاجة ملحة لإيجاد توافق أولاً بين الدول الخمس الدائمة العضوية على كيفية الوصول الى حل سياسي في سورية» يمكن أن يبنى عليه «إنشاء مجموعة اتصال تضم إلى جانب الدول الخمس الكبرى، الدول الإقليمية الأساسية» أي تركيا والمملكة العربية السعودية وإيران. واعتبر أن «مجموعة الدعم هي هيئة أكبر من أن تكون فاعلة عملياً، لأنها تضم الكثير من الأطراف، وهي معضلة يمكن تجاوزها من خلال التوافق أولاً بين الدول الخمس الكبرى، ومشاركة التوجه المتفق عليه مع الدول الإقليمية الأساسية» المعنية بالأزمة السورية. لكنّ ديبلوماسيين آخرين اعتبروا أن «الدول الأوروبية في مجلس الأمن تسعى دوماً إلى الحفاظ على دورها ضمن التفاهمات الروسية- الأميركية، والمبادرة الفرنسية في شأن سورية هي جزء من هذا التوجه». وبات شبه مؤكد أن فرنسا ستتمكن من جمع وزراء خارجية شركائها في نادي الدول الخمس الكبرى لبحث مقترح إنشاء «مجموعة الاتصال» الجديدة في شأن سورية، لكن موعد هذا الاجتماع لم يحدد بعد، كذلك لم يعلن بعد جدول لقاءات المبعوث الخاص الى سورية ستيفان دي ميستورا مع أعضاء مجلس الأمن. وانصب الاهتمام على إيران تمهيداً للقاءات المنتظرة الأسبوع الجاري عبر 3 عناوين هي الاتفاق النووي، دور إيران الإقليمي وبرنامجها الباليستي، ما يعني، وفق ديبلوماسي أوروبي رفيع، أن الترقب سيتركز على «أخطار انعكاسات أي قرار أميركي بالانسحاب من الاتفاق النووي على بقية الملفات». ويتولى الرئيس الإيراني حسن روحاني قيادة وفد بلاده إلى الجمعية العامة، وضمن الوفد وزير الخارجية جواد ظريف. واعتبر المصدر ذاته أن الحاجة ملحة لإيجاد «أفكار خلاقة» لإقناع الولاياتالمتحدة بالبقاء طرفاً في الاتفاق النووي، وفي الوقت ذاته «الدفع نحو دور إيراني إقليمي بناء» في ما يتعلق بأزمات المنطقة «ووقف استفزازاتها الباليستية». وعلى غرار العام الماضي، ينتظر أن يعقد اجتماع يضم أطراف الاتفاق النووي، أي وزراء خارجية الدول الست الكبرى، الولاياتالمتحدةوفرنساوبريطانياوروسيا والصين وألمانيا، وظريف، ومفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني. وما لم يطرأ أي تغير، فإن الاجتماع مقرر مساء الأربعاء ويرجح أن يعقد في قاعة المشاورات في مجلس الأمن. وأعدت بريطانيا مشروع قرار يتوقع أن يطرح على التصويت في مجلس الأمن الخميس، ينص على إنشاء الأممالمتحدة فريق تحقيق دولي لمساعدة السلطات العراقية في جمع الأدلة على الجرائم التي ارتكبها تنظيم «داعش» في العراق. واستبق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش انطلاق الاجتماعات الرفيعة في نيويورك بالإعلان الأسبوع الماضي أن «الملف الليبي قد يكون الوحيد الذي يمكن تحقيق اختراق سياسي فيه»، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. ويتوقع أن يطرح المبعوث الخاص إلى ليبيا غسان سلامة الأسبوع الحالي خطة عمل تعبّر عن حصيلة لقاءاته المكثفة التي شملت كل الأطراف الليبيين، بمن فيهم الهيئات القبلية والمدنية، والسياسية والعسكرية، إضافة إلى جولاته على الدول المعنية بالأزمة الليبية، بينها الاجتماع مع وزراء خارجية مصر والإمارات العربية والولاياتالمتحدةوبريطانياوفرنسا وإيطاليا في لندن الأسبوع الماضي. وقال ديبلوماسي معني إن مجلس الأمن مهّد لدعم مقترح سلامة في قراره الأخير الذي صدر الخميس الماضي الذي تبنى توصيات الأمين العام بزيادة عديد البعثة الأممية في ليبيا (أنسميل). وتنظم بريطانيا اجتماعاً وزارياً حول أزمة أقلية الروهينغا، وهو ما سيبحث في اجتماع رفيع آخر تنظمه «منظمة التعاون الإسلامي». وسيُعقد عدد من الاجتماعات حول الأزمات الإنسانية في العراق واليمن وسورية، وقضايا اللاجئين والمهاجرين الجدد، فيما تنشط فرنسا في تنظيم عدد كبير من الاجتماعات المتعلقة باتفاقية باريس للمناخ. وسيستبق ترامب انطلاق الجمعية العامة للأمم المتحدة بعقد مؤتمر الإثنين يشارك فيه قادة وممثلو نحو 110 دول عنوانه «إعلان سياسي رفيع المستوى حول إصلاح الأممالمتحدة»، بعدما حصلت الولاياتالمتحدة على تأييد هذه الدول للإعلان الذي يعد وثيقة دولية غير ملزمة ستصدر رسمياً عن الاجتماع. وتعد فرنسا أبرز الدول التي يرجح أن تتغيب عن الاجتماع، كذلك يستبعد أن تشارك روسيا فيه، فيما تصدرت ألمانياوبريطانيا في مرحلة مبكرة لائحة الدول الداعمة له. وفي غياب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيلقي ترامب كلمة بلاده في الجمعية العامة صباح الثلثاء، في اليوم ذاته الذي يعتلي المنبر أيضاً الملك عبدالله الثاني، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأمير قطر تميم بن حمد والملك محمد السادس والرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.