اعتبر الحزب الشيوعي العراقي قرار رئيس الوزراء نوري المالكي امس إغلاق مكاتبه في بغداد «سياسياً»، جاء بسبب المشاركة الفاعلة للحزب في التظاهرات خلال الاسبوعين الماضيين. وأكد مشاركته في تظاهرة «يوم الندم» التي ستجري اليوم، تعبيراً عن الندم في المشاركة في الانتخابات. وأفاد القيادي في الحزب الشيوعي وزير الثقافة السابق مفيد الجزائري ل «الحياة» ان «كوادر مقري الحزب في بغداد الواقعين في منطقتي ابو نواس والاندلس فوجئوا صباح اليوم (امس) باقتحام قوة من الشرطة الاتحادية تطالب بإخلاء المقرين خلال 24 ساعة». وأضاف ان «القوة أبرزت كتاباً وقعه القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي يأمر فيه بإخلاء المقرين من دون توضيح اسباب القرار وحيثياته»، ولفت الى ان «جهوداً بذلت من اجل تمديد الفترة ليتسنى نقل المحتويات التي لا تكفي مهلة يوم واحد لتفريغها». ووصف الجزائري القرار ب «السياسي» وقال: «لم نجد تفسيراً غير ذلك (...) فعندما يطلب من حزبنا فقط وحزب الامة اخلاء مقارهما من دون باقي الاحزاب الاخرى التي تمتلك عشرات المقار في بغداد وحدها لا يسعنا سوى القول ان القرار سياسي لا سيما ان حزبنا كان له دور بارز في التظاهرات التي شهدتها بغداد». ورجح الجزائري ان «تكون مشاركة الحزب الفاعلة في التظاهرات وراء هذا القرار». وأوضح ان «مشاركتنا في التظاهرات كانت بناءة ورفعنا شعارات تمثل مطالب شعبية ولم نطالب بإسقاط النظام بل طالبنا باصلاحه». ولفت الى ان «الحزب يمتلك وثائق تؤكد سلامة موقفه القانوني في شغل مقراته ونقوم بدفع بدلات ايجار شهرية». وتشغل معظم الاحزاب في العراق مباني تابعة للدولة او لاقطاب النظام السابق منذ عام 2003. وكانت قرارات سابقة صدرت بإخلاء هذه المقار الا ان معظم الاحزاب لم تلتزم بها. ولفت الجزائري الى ان «الحكومة تعلم ان لدى الحزب مقرات صادرها نظام الرئيس الراحل صدام حسين وهناك قرار صدر عن البرلمان عام 2008 يقضي بإعادة جميع الممتلكات التي صودرت بقرارات سياسية الى اصحابها بقرارات سياسية، وعلى رغم ذلك راجعنا القضاء وهيئة نزاعات الملكية منذ سنوات لكن لم نصل الى نتيجة». وعن مشاركة الحزب في تظاهرة «يوم الندم» التي ستجري اليوم. قال ان «هذه المشاركة ستكون من خلال الشعب اذ ان غالبية المثقفين والادباء واعضاء منظمات المجتمع المدني اعضاء الحزب الشيوعي». وعبرت مجموعات التواصل الاجتماعي العراقية على «فايسبوك» بينها «بغداد لن تكون قندهار» و «الثورة الزرقاء» عن استيائها من هذا القرار. وعلقت مجوعة «بغداد» على القرار بالقول إن «الحديث عن دور شيوعي في التظاهرات التي تجري في بغداد محاولة جديدة لافشال التظاهرات بعدما كالت الحكومة اتهامات إلى المتظاهرين بأنهم بعثيون». وكثفت مواقع التواصل الاجتماعي دعواتها الى المشاركة في تظاهرة «يوم الندم» اليوم في مناسبة مرور عام على اجراء الانتخابات التشريعية في 7 آذار (مارس) العام الماضي. وكان رئيس منظمة «الديموقراطية والمواطن» علي سعدون قال ل «الحياة» في وقت سابق إن «التظاهرة يوم الندم ستنطلق في ساحة التحرير وسط بغداد وسيحمل المشاركون فيها صوراً تشير إلى ندم المواطنين على المشاركة في الانتخابات النيابية». وأوضح أن «غالبية الصور ستكون مبتورة الأصابع، وهو تقليد تم استلهامه من احد المشاركين في التظاهرات السابقة، الذي حمل صورته وهو يعض إصبعه المصبوغة باللون البنفسجي تعبيراً عن ندمه على المشاركة في الانتخابات».