عاد السلفيون الجهاديون وعائلاتهم وأنصارهم في الأردن الى الاعتصام للمرة الثانية خلال اسبوع في عمان للمطالبه بإطلاق «أسراهم» من السجون الاردنية والعربية. واعتصم 300 شخص امام مقر رئاسة الوزراء امس، معظمهم من الرجال الملتحين والنساء المنقبات والأطفال، مطالبين بالإفراج عن «أسراهم» في السجون الاردنية والذين يقدرونهم ب 75-90 شخصاً، غالبيتهم في سجن الموقر (100 كيلومتر جنوب شرقي عمان)، ويقضون عقوبات بالسجن او يحاكمون بتهم أمنية. ولم تختلف هتافاتهم عن تلك التي اطلقوها في اعتصامهم الثلثاء الماضي في ساحة الجامع الحسني وسط عمان، كما رفعوا يافطات قماشية تقول: «الشعب يريد تحكيم القرآن»، و «نعم لتحكيم شرع الله»، و «بالروح بالدم نفديك يا اسلام»، و «الله مولانا ولا مولى لهم»، و «لا لاقتحام البيوت ليلاً». وتعاقب عدد من الشيوخ على الخطابة بواسطة ميكرفون وسماعات أحضروها معهم، مطالبين بالإفراج عن «الأسرى». وقال عبد شحادة الطحاوي ان الاجهزة الامنية حاولت ثنيه عن المجيء للاعتصام، لكنه اضاف: «الاعتصامات ستستمر الى حين تحقيق المطالب بفك الاسرى». وهاجم الخطباء اميركا وإسرائيل وحيوا «الثوار في ليبيا»، وطالبوا «المجاهدين في مصر وتونس وليبيا واليمن بتحكيم شرع الله والقرآن». واستمر الاعتصام مدة ساعة من دون ان يخرج عليهم احد من رئاسة الوزراء. وتعاهد المعتصمون على العودة للاعتصام في المكان نفسه الاحد المقبل، وطلبوا من بعضهم البعض الحضور بكثافة، فيما وزع أهالي بعض السجناء التمر والمياه على المعتصمين والصحافيين. وراقبت قوات الامن الاعتصام عن بعد، وتركت للمعتصمين حرية الحركة والتعبير من خلال الخطابات والهتافات. وقال عاهد خريسات (13 عاماً) انه جاء للمطالبة بإطلاق والده المعتقل في السجون السورية منذ 2008 بتهمة «محاولة الالتحاق بالجهاد في العراق». ومن المقرر ان تواصل محكمة امن الدولة اليوم محاكمة المرشد الروحي للتيار السلفي ابو محمد المقدسي بتهمة تقديم «تمويل لحركة طالبان الافغانية». على صعيد متصل، أكد الناطق الإعلامي باسم وزارة الخارجية محمد الكايد ان الوزارة تتابع قضية المواطن أحمد عمر سعيد الذي أعلنت الشرطة العراقية اعتقاله الخميس الماضي في مدينة الموصل كمسؤول إعلامي لتنظيم «القاعدة» في منطقة الموصل، وقال: «الاتصالات تجرى مع السفارة الأردنية في العراق للوقوف على ظروف الاعتقال، إلا أن السلطات العراقية لم تبلغ القائمين بالسفارة أي معلومات».