خفضت بريطانيا مستوى التحذير من عمل إرهابي في المملكة المتحدة من حرج إلى شديد الخطورة أمس، بعد اعتقال منفذ الاعتداء الإرهابي في مترو لندن يوم الجمعة الماضي والبالغ من العمر 18 سنة، إضافة إلى مشبوه آخر عمره 21 سنة. تزامن ذلك مع حملة دهم وتفتيش لمنزل في منطقة سينبوري أون تايمز غرب لندن، تم خلالها إخلاء المنازل المجاورة من سكانها. وتحدث سكان عن مصادرة مواد داخل المنزل العائد إلى زوجين معروفين في المجتمع وحازا على تكريم من الملكة إليزابيث لخدماتهما الاجتماعية. ونقلت تقارير عن السكان أن الزوجين «تبنيا مراهقين غير بريطانيين، أحدهما هادئ، لكن الآخر البالغ من العمر 18 سنة خارج عن القانون». وأفادت صحيفة «ذي ميل» الواسعة الانتشار بأن هذا الشاب عراقي الأصل، ما يدعو إلى الاعتقاد بأن «أخاه بالتبني» عراقي أيضاً. وتبيّن أن المتهم الأساسي بتنفيذ التفجير بمادة محلية الصنع في محطة «بارسونز غرين»، والذي اعتقل في مرفأ دوفر الذي تسير منه رحلات إلى فرنسا، أول من أمس، سبق أن أوقف في محطة المترو ذاتها قبل أسبوعين ومعه مواد مثيرة للشبهات، لكن أطلق سراحه على الأثر لأسباب غير معروفة. ويقيم الشابان في منزل الزوجين رونالد وبينيلوبي جونز (88 سنة و71 سنة) والديهما بالتبني. وأكدت هذه المعلومات ما كشفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة على «تويتر» أن منفذي الهجوم «كانا تحت أعين الشرطة»، علماً أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي ووزيرة الداخلية امبر راد، اعتبرتا كلامه مجرد تكهنات. وفي ظل التكتم المحيط بالتحقيقات في لندن، سرت تكهنات بوجود متعاونين في باريس مع منفذ الاعتداء في لندن، وذلك نظراً إلى الاعتقاد بأنه كان يحاول الفرار من دوفر إلى فرنسا. كما أن المعتقل الثاني أوقف في منطقة هونسلو القريبة أيضاً من المطار، ما يدعو إلى الاعتقاد بأنه كان يحاول الفرار من البلاد، أو يخطط لهجوم على مطار هيثرو. وعزز التكهنات عن «صلة فرنسية»، إنذار اقتضى تفتيش طائرة للخطوط الجوية البريطانية في مطار باريس وإجلاء ركابها، قبل إعلان السلطات الفرنسية أن الإنذار كان كاذباً وسماحها للطائرة بمواصلة رحلتها إلى لندن أمس. كذلك أثار حالاً من الذعر، تعرض أربع فتيات أميركيات لاعتداء بمادة الأسيد الحارقة في محطة قطارات في مرسيليا، ثاني أكبر مدن فرنسا والواقعة جنوبها أمس. وأفادت تقارير بأن الفتيات اللواتي تراوح أعمارهن بين 20 و22 سنة، تعرضن لاعتداء بالأسيد من جانب امرأة في ال41 من العمر، ما تطلب نقل اثنتين منهن إلى المستشفى لمعالجتهما من حروق في الوجه. وعلى رغم تكهنات بدوافع إرهابية محتملة للاعتداء، إلا أن تقارير أفادت بأن الجانية التي لم تتوافر معلومات عن جنسيتها، مصابة باضطراب نفسي شديد. في غضون ذلك، عزت وزيرة الداخلية البريطانية خفض مستوى التهديد الأمني في أنحاء البلاد، إلى إحراز «تقدم في التحقيق» في هجوم مترو الأنفاق. وكان مستوى التهديد الأمني رفع إلى حرج يوم الجمعة، بعدما أصاب تفجير بعبوة ناسفة محلية الصنع 30 شخصاً في قطار الأنفاق بجروح.